دعوة أممية لتحرّك يوقف فظائع في السودان

mainThumb

10-11-2025 09:43 PM

السوسنة - دعا مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أمس الإثنين، إلى تحرّك دولي عاجل لوقف «الفظائع المروّعة» في مدينة الفاشر السودانية، محذرا من الانتظار حتى يُعلن الوضع «إبادة جماعية».
وقال في مقابلة مع وكالة فرانس برس «من الواضح أن جرائم فظيعة تُرتكب بينما نتحدّث»، مؤكدا أنّ الحصار كان في ذاته «جريمة فظيعة».
وأضاف «كان الناس محاصرين في ظروف مروّعة، بلا طعام، وبالكاد يحصلون على الماء. ولدينا تقارير عن أشخاص اضطرّوا إلى تناول علف الحيوانات، على سبيل المثال، تناولوا قشور الفول السوداني».
وفيما أشار إلى إعلان المجاعة في بعض المناطق، أكد أنّ «الوضع كان ميؤوسا منه للغاية. حيث يموت الأطفال من الجوع».
ومنذ سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، قال تورك إنّ مكتبه تلقّى «أدلّة على وقوع عمليات قتل جماعي»، مشيرا إلى أنّه «عندما يحاول الناس الفرار من هذا الوضع الرهيب، يتم إطلاق النار عليهم».
ولفت إلى أنّ «هناك تقارير خطيرة للغاية عن حالات اغتصاب وعنف جنسي واغتصاب جماعي، ولدينا قضايا خطيرة للغاية تتعلق بقتل من يُشتبه في أنهم متعاونون» مع الجيش.
وردا على سؤال عمّا إذا كان يخشى أن تكون هناك إبادة جماعية، قال تورك «سواء اعتُبرت إبادة جماعية أو لا، فهذا يقرره الاختصاصيون لاحقا، لكن ينبغي ألا ننتظر أيّا من ذلك. علينا أن نتحرّك الآن».
وأضاف «لا داعي للانتظار حتى تقرّر المحكمة أنّ ما حدث كان إبادة جماعية» .
وأشار مفوّض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى أنّ هناك مخاوف من أن تتكرّر الفظائع التي وقعت في الفاشر، في منطقة كردفان الغنية بالنفط في السودان.
وقال «آمل أن يستيقظ المجتمع الدولي بالفعل»، معربا عن أسفه لأنّ «كل التحذيرات التي أطلقناها على مدار العام لم يتم الالتفات إليها».
وأكد أنّ من الضروري ضمان «عدم تكرار أحداث مماثلة في شمال كردفان»، محذرا من أنّ «المؤشرات إلى ذلك مثيرة للقلق للغاية».
كذلك قالت «شبكة أطباء السودان» إنها تتابع بقلق بالغ تدهور الأوضاع الإنسانية داخل مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في ظل ما وصفته بغياب الحماية القانونية عن آلاف المدنيين المحتجزين قسراً تحت سيطرة قوات «الدعم السريع».
وأوضحت المتحدثة باسم الشبكة، رؤى خالد الأمين، في تصريح صحافي أمس الإثنين، أن تقارير ميدانية وشهادات موثوقة تشير إلى تعرض عدد من النساء والفتيات لانتهاكات جسيمة، من بينها حالات اغتصاب واعتداءات بدنية، على أيدي عناصر من قوات «الدعم» المنتشرة داخل المدينة، مشيرة إلى انعدام تام لأي رقابة إنسانية أو حماية قانونية.
وأضافت أن ما يجري في الفاشر «يمثل جريمة إنسانية مكتملة الأركان»، محملةً المجتمع الدولي والأمم المتحدة المسؤولية عن استمرار الانتهاكات بسبب غياب التدخل العاجل لحماية المدنيين وفتح ممرات آمنة لإجلاء النساء والأطفال وتقديم المساعدات الإنسانية.
وسيطرت قوات «الدعم» على مدينة الفاشر في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعد أكثر من عام ونصف من القتال والحصار، في هجوم واسع شهد عمليات عنف واغتيالات واتهامات بتنفيذ عمليات قتل على أساسٍ عرقي.
ووفق تقديرات منظمات محلية، بلغ عدد القتلى نحو 2000 شخص في إحصاءات أولية، بينما نزح عشرات الآلاف من سكان الفاشر إلى مناطق طويلة وكرنوي في شمال دارفور، وإلى مدينة الدبة شمال السودان.
ووفق «شبكة أطباء السودان» فإن قوات «الدعم» نفذت تصفية عرقية في المدينة، إلى جانب نهب المستشفيات والصيدليات والمرافق الصحية، واحتجاز المئات من السكان ومطالبة أسرهم بدفع مبالغ مالية مقابل الإفراج عنهم.
وبدأ برنامج الأغذية العالمي توزيع المساعدات الإنسانية على المدنيين في مدينة كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، في خطوة قال إنها تهدف إلى تخفيف معاناة السكان المتأثرين بالحصار العسكري الذي فرضته قوات الدعم السريع والحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو منذ يونيو/حزيران الماضي.
إلى ذلك، أفاد برنامج الأغذية العالمي بوصول قوافل الإغاثة إلى المدينة عبر تفاهمات أجرتها الأمم المتحدة مع الأطراف العسكرية، ما مكن فرق البرنامج من البدء في توزيع المساعدات على السكان المتضررين من المعارك المحتدمة في ولايات كردفان.
ويأتي هذا التطور الإنساني بعد أشهر من المعاناة التي شهدها المدنيون في كادوقلي، التي تعاني من الحصار والنقص الحاد في الغذاء والإمدادات الطبية.
ومنذ أشهر تضيق قوات «الدعم» وحليفتها الحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو الخناق حول ولاية جنوب كردفان، فيما تتمسك قوات الجيش بقواعدها في عاصمة الولاية كادوقلي ومدن أخرى.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد