التهاب البلعوم .. الأسباب والتشخيص والعلاج
السوسنة - تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة (من معاهد مؤسسة الملك الحسين)، اليوم الثلاثاء، عن التهاب البلعوم، الذي يُعد من الحالات السريرية واسعة الانتشار ذات الأثر الكبير على الصحة العامة، ويمثل نسبة كبيرة من التهابات الجهاز التنفسي العلوي التي تُشاهد في العيادات الطبية.
وتوضح نشرة المعهد أسباب التهاب البلعوم التي يُصنَّف على أساسها إلى معدٍ و غير معدٍ، والأعراض والعلامات السريرية، وإجراءات واختبارات التشخيص، إضافة إلى طرق العلاج، والخطوات الضرورية للوقاية من المرض.
يصيب هذا المرض جميع الفئات العمرية، لكنه أكثر شيوعاً بين الأطفال في سن المدرسة والمراهقين. وعلى الرغم من أن معظم الحالات بسيطة وتُشفى تلقائياً، إلا أن احتمالية حدوث مضاعفات بكتيرية، وسوء استخدام المضادات الحيوية، وزيادة التكاليف الصحية، تجعل من التشخيص الدقيق والإدارة السليمة أمراً بالغ الأهمية.
يقع البلعوم بين التجويف الأنفي والمريء، ويلعب دوراً مهماً في التنفس والبلع. ويمكن أن ينجم الالتهاب في هذه المنطقة عن عوامل معدية أو تحسسية أو بيئية أو أمراض جهازية. ويُعد التمييز بين الأسباب الفيروسية والبكتيرية أمراً ضرورياً، لأن العلاج بالمضادات الحيوية يفيد فقط في الحالات البكتيرية.
يُعد التهاب البلعوم، المعروف شائعاً باسم التهاب الحلق، حالة التهابية تصيب الغشاء المخاطي للبلعوم، تؤدي إلى ألم في الحلق وصعوبة في البلع وشعور عام بعدم الارتياح. ويُعد من أكثر الأسباب شيوعاً لمراجعة الأطباء ووصف المضادات الحيوية لدى البالغين والأطفال على حدٍّ سواء. وعلى الرغم من أن العدوى الفيروسية تمثل الغالبية العظمى من الحالات، إلا أن التهاب البلعوم البكتيري – خصوصاً الناجم عن المجموعة أ من العقديات المقيحة (Group A Streptococcus) – يتطلب تشخيصاً سريعاً وعلاجاً مناسباً لتجنب المضاعفات. تهدف هذه المراجعة إلى تقديم نظرة محدثة حول التهاب البلعوم، من حيث أسبابه، وأعراضه، وطرق تشخيصه، واستراتيجيات علاجه، مع التركيز على ترشيد استخدام المضادات الحيوية.
** الأسباب
يمكن تصنيف التهاب البلعوم إلى معدٍ و غير معدٍ حسب المسبب.
1 - الأسباب المُعدية
تشكل الفيروسات السبب في حوالي 70–90٪ من حالات التهاب البلعوم. ومن الفيروسات الشائعة:
- الفيروس الأنفي (Rhinovirus).
- الفيروس التاجي (Coronavirus).
- الفيروس الغدي (Adenovirus).
- فيروس نظير الإنفلونزا (Parainfluenza).
- فيروس الإنفلونزا (Influenza) فيروس إبشتاين–بار (Epstein–Barr Virus - EBV).
- فيروس كوكساكي (Coxsackie Virus).
عادةً ما يظهر التهاب البلعوم الفيروسي ضمن عدوى الجهاز التنفسي العلوي، ويرتبط بأعراض مثل السعال، وانسداد الأنف، والتهاب الملتحمة، وبحة الصوت. أما عدوى فيروس (Epstein–Barr virus)فتترافق غالباً مع التهاب حلق شديد، وتضخم في العقد اللمفية، وتضخم الكبد والطحال.
أما الأسباب البكتيرية، فهي أقل شيوعاً ولكنها أكثر أهمية سريرياً. وتُعد العقديات المقّيحة من المجموعة أ (Streptococcus pyogenes) أهم مسبب بكتيري لالتهاب البلعوم. وتشمل مسببات أخرى أقل شيوعاً: المجموعتان C و G من العقديات، الميكوبلازما الرئوية، الكلاميديا الرئوية، النيسرية البنية، والوتدية الخناقية.
2. الأسباب غير المعدية
تشمل الحالات الناتجة عن:
- الحساسية (مثل الغبار أو حبوب اللقاح أو الحيوانات الأليفة).
- التدخين أو تلوث الهواء.
- الارتجاع المعدي المريئي (GERD).
- الإفراط في استخدام الصوت.
- الهواء الجاف أو التنفس الفموي.
وغالباً ما تكون هذه الحالات مزمنة أو متكررة وليست حادة.
ينجم التهاب البلعوم عن تهيج والتهاب الأغشية المخاطية نتيجة العدوى أو المهيجات. في الحالات البكتيرية، تنتج العقديات المقيحة سموماً وإنزيمات تؤدي إلى تلف الأنسجة الظهارية، مما يسبب التورم والاحمرار وتكوّن الإفرازات. ويساهم رد الفعل المناعي في الألم والالتهاب عبر إطلاق السيتوكينات وتجنيد الكريات البيضاء.
** الأعراض والعلامات السريرية
العرض الأساسي هو ألم الحلق، وغالباً ما يترافق مع صعوبة أو ألم عند البلع.
وتشمل الأعراض والعلامات الأخرى:
- الحمى والتعب العام
- احمرار وتورم في الغشاء المخاطي للبلعوم
- تضخم اللوزتين أو ظهور إفرازات عليهما
- تضخم وألم في العقد اللمفية الأمامية للرقبة
- الصداع وآلام البطن (خاصة عند الأطفال)
يُصاحب التهابَ البلعوم الفيروسي عادةً أعراضٌ تنفسية مثل السعال والزكام والتهاب الملتحمة،
بينما يتميز التهاب البلعوم العقدي (البكتيري) بـ:
- بداية مفاجئة لألم الحلق.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- غياب السعال.
- وجود إفرازات على اللوزتين.
- بقع نزفية على سقف الحلق.
وإذا لم يُعالج التهاب البلعوم البكتيري، فقد يؤدي إلى مضاعفات مثل خُراج حول اللوزة، أو الحمى الروماتيزمية، أو التهاب كبيبات الكلى.
** التشخيص
يُبنى التشخيص على القصة السريرية والفحص البدني، لكن لأن الأعراض قد تتشابه بين العدوى الفيروسية والبكتيرية، يُنصح بالاختبارات المساندة.
معايير سنتور (Centor Criteria)
يُستخدم نظام سنتور أو النسخة المعدلة (McIsaac) لتقدير احتمال الإصابة بالعقديات، ويأخذ في الاعتبار:
- وجود إفرازات على اللوزتين.
- تضخم العقد اللمفية الأمامية المؤلمة.
- حرارة > 38 م°.
- غياب السعال.
- عمر المريض.
كلما زادت النقاط، زاد احتمال العدوى البكتيرية.
اختبار المستضد السريع (RADT)
يكتشف وجود مستضدات العقديات بسرعة ودقة عالية خلال دقائق. يتميز بحساسية متوسطة ونوعية عالية. وفي حال كانت النتيجة سلبية عند الأطفال مع وجود أعراض، يُوصى بإجراء زراعة للإفرازات في منطقة البلعوم للتأكد .
المزرعة البلعومية
تُعد المعيار الذهبي للتشخيص، إذ تصل حساسيتها إلى 95٪ ونوعيتها إلى 100٪، إلا أنها تحتاج من 24 إلى 48 ساعة لإظهار النتائج.
اختبارات إضافية
في حالات الاشتباه بكثرة الوحيدات العدوائية، يُجرى اختبار الأجسام المضادة المتغايرة أو فحوص EBV ، أما حالات الاشتباه بالنيسرية البنية أو الوتدية الخناقية فتحتاج إلى مزرعة نوعية.
** العلاج
1. العلاج الداعم
غالبية الحالات الفيروسية تُشفى تلقائياً خلال أسبوع، ويهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض:
- الإكثار من السوائل والراحة
- الغرغرة بالماء الدافئ والملح
- استخدام المسكنات مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين
- أقراص أو بخاخات الحلق لتخفيف الألم
ويُمنع استخدام المضادات الحيوية في الحالات الفيروسية.
2. العلاج بالمضادات الحيوية
يُستخدم فقط في حالات التهاب البلعوم العقدي المؤكدة أو المحتملة بشدة. ويهدف إلى تقصير مدة الأعراض، ومنع العدوى للمخالطين، وتجنب المضاعفات.
العلاجات الموصى بها:
- البنسلين فـي : (Penicillin V) 250 ملغ أربع مرات يومياً أو 500 ملغ مرتين يومياً لمدة 10 أيام
- الأموكسيسيلين (Amoxicillin): بجرعة 50 ملغ/كغ مرة واحدة يومياً (بحد أقصى 1 غ) لمدة 10 أيام
ولمن لديهم حساسية من البنسلين:
- يمكن استخدام سيفالكسين أو أزيثروميسين أو كليندامايسين كبدائل.
يجب على المريض إكمال فترة العلاج كاملة حتى في حال تحسن الأعراض مبكراً.
3. معالجة المضاعفات
تشمل المضاعفات المحتملة:
- الخُراج حول اللوزة: ويُعالج بالتصريف الجراحي والمضادات الحيوية الوريدية
- الحمى الروماتيزمية: يمكن الوقاية منها بالعلاج المبكر
- التهاب كبيبات الكلى بعد العقديات: يُعالج بشكل داعم
** الوقاية
تتضمن استراتيجيات الوقاية:
- غسل اليدين بانتظام واتباع آداب السعال والعطاس.
- تجنب الاحتكاك المباشر مع المصابين.
- تنظيف الأدوات والأسطح المشتركة.
- تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطاس.
ويُنصح المصابون بالتهاب البلعوم العقدي بالبقاء في المنزل لمدة 24 ساعة على الأقل بعد بدء العلاج بالمضاد الحيوي لتقليل العدوى للآخرين.
محمد شاكر يكشف كواليس أغنية فضل شاكر لملحم زين
نص القرار الذي يأذن بإنشاء قوة دولية مؤقتة بغزة
باريس سان جيرمان يتهم مبابي بالخيانة
مسلم يطلاق زوجته على الهواء مباشرة ويثير الجدل .. فيديو
تويوتا تكشف عن هايلوكس 2026 الجديدة كليًا بتصميم جديد وجريء
الأردن يدين تصريحات بن غفير التحريضية ضد القيادة الفلسطينية
ميتا تطلق أداة جديدة لحماية الريلز من السرقة
شبكة احتيال في تركيا تبيع شقة واحدة عدة مرات
ارتفاع الحوالات الواردة للأردن
باحث من اليرموك يحل مسألة مفتوحة بالرياضيات منذ عام 1992
أغنى رجل في العالم لا يملك قصراً .. أين يسكن
مي عز الدين تعلن زواجها وتفاجئ الجمهور
مدعوون للامتحان التنافسي في الحكومة .. أسماء
وظائف شاغرة في وزارة الاتصال الحكومي
ندوة في كلية الحصن حول التعليم وسوق العمل المتجدد
كلية الأعمال بجامعة مؤتة تحصد خمس جوائز بحثية وطنية
7 علامات على القدمين .. مؤشر لمشاكل صحية خطيرة
جامعة الحسين تفجع بوفاة الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الطواها
ارتفاع جنوني بأسعار الذهب محلياً مساء الأربعاء
واتساب يطلق ميزة حجز أسماء المستخدمين الفريدة
أطباء يتوقعون موسماً قاسياً بسبب سلالة خطيرة من الإنفلونزا
توجّه بالسماح للمواطنين بحضور جلسات مجلس النواب
خدمات الأعيان تلتقي أصحاب شركات التطبيقات الذكية
كلية الطب بجامعة اليرموك تنظم فعالية الشباب للصحة
9 أعراض شائعة تكشف نقص المغنيسيوم في الجسم
تصاعد الجدل حول تصريحات غير مؤكدة لزياد المناصير .. التفاصيل