شاب سوري عن الأردن: من خوف الطفولة إلى وطن الأمان

شاب سوري عن الأردن: من خوف الطفولة إلى وطن الأمان

28-11-2025 09:52 PM

السوسنة - هذا العنوان يجسد شهادة إنسانية نابضة من قلب شاب سوري احتضنه الأردن وصنع له حياة جديدة ادلى بها خلال لقاء شبابي جمع اكثر من ٤٠٠ شاب وشابة من مختلف محافظات المملكة مع رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي.

ما تحدث به ماهر الميدعاني لم تكن مجرد كلمة شكر، بل نبض قلبٍ عاش الخوف صغيراً، وتعلّم الطمأنينة في حضن وطنٍ فتح ذراعيه قبل حدوده. إنها حكاية طفل سوري عبر المعابر مثقلاً بالقلق، ليجد في الأردن أمناً يشبه الحلم، ودفئاً أعاد إليه الإيمان بالحياة. في هذه الكلمات، يروي ماهر الميدعاني قصته كما عاشها، قصة إنسانية صادقة تبدأ من دمعة خوف وتنتهي بابتسامة امتنان، وتشهد على عظمة شعبٍ لا يخذل المستجير به، ولا يغلق أبوابه في وجه الألم.

وتاليا نص ما تحدث به ماهر:

بسم الله الرحمن الرحيم،

معالي رئيس الديوان الملكي العامر يوسف حسن العيسوي .

حضرات أصحاب السعادة والعطوفة،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يشرفني اليوم أن أقف بينكم، أنا ماهر، الشاب السوري الذي لم يتجاوز الثالثة والعشرين اليوم، لكنه يحمل في قلبه تجربة عمرٍ كامل صنعته هذه المملكة الهاشمية المباركة.

دخلت الأردن بتاريخ 17/9/2013، كنت حينها طفلاً لم يتجاوز الثالثة عشرة، أحمل حقيبة صغيرة وقلقاً كبيراً… أهرب من الحرب، وأجري نحو أي بصيص أمان.

وعندما وصلت إلى الحدود، استقبلني جندي أردني لم أعرف اسمه، لكنه بقي محفوراً في ذاكرتي إلى اليوم. نظر إليّ وإلى عائلتي، وابتسم مطمئناً، ثم قال جملة لن أنساها ما حييت:

“انتو بأمان… وصلتوا على الأردن".

بهذه الكلمات، وبقلب ذلك الجندي الطيب، بدأت رحلتي الجديدة في هذا البلد الكريم.

اليوم، وبعد أكثر من عشرة أعوام، وبعد أن أصبحت شاباً ناضجاً تطوع وخدم في المجتمع الأردني، أدرك أن تلك الجملة لم تكن مجرد ترحيب… بل كانت عهد إنسانية ووعد كرامة، وثقافة شعبٍ لا يتخلى عن من يستجير به.

الأردن لم يكن لنا مجرد ملجأ، بل كان مدرسة في الأخوة والعطاء، وبيتاً كبيراً احتضن طفولتي وشبابي وأحلامي.

ومن هنا، أقف اليوم في رحاب الديوان الملكي العامر لأرفع أسمى آيات الشكر والعرفان إلى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وسمو ولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، على إنسانيتهم النبيلة وسياساتهم التي حفظت حياة الملايين، ومنحتهم فرصة ليبدأوا من جديد.

الشكر لكل جندي على الحدود…

لكل من قال كلمة طيبة…

لكل من رأى لاجئاً فرأى فيه إنساناً، لا رقماً.

وأقولها بصوتي، وأنا الشاب الذي تربى في حضن هذا الوطن:

الأردن ليس مجرد بلد لجأنا إليه؛ بل وطن نبادله الوفاء بالوفاء، والعطاء بالعطاء.

شكراً لكم….وشكراً لذلك الجندي الذي قال لي في 17/9/2013:

“انتو بأمان.”طعلببع

فأعاد لهذا الطفل معنى الحياة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد