تذبذب الأمطار يفاقم السيول ويعمّق الجفاف في الأردن

تذبذب الأمطار يفاقم السيول ويعمّق الجفاف في الأردن

13-12-2025 04:00 PM

السوسنة - تشهد المملكة في السنوات الأخيرة نمطا غير مستقر من الهطول المطري، يتسم بالغزارة المفاجئة في فترات زمنية قصيرة، يقابلها انحباس طويل للأمطار، ما أدى إلى تكرار حوادث السيول والفيضانات من جهة، وتعميق مظاهر الجفاف من جهة أخرى، في مشهد مناخي بات يثير قلق الجهات الرسمية والمواطنين على حد سواء.

وبحسب بيانات مناخية، فإن كميات الأمطار التي تهطل خلال بعض المنخفضات الجوية أصبحت تتركز في ساعات محدودة، حيث تسجل بعض المناطق أكثر من 40 إلى 60 ملم خلال يوم واحد، وهو ما يعادل أحيانا ما نسبته 20 إلى 30 بالمئة من المعدل المطري السنوي لتلك المناطق. هذا الهطول الكثيف والسريع يفوق قدرة شبكات التصريف والبنية التحتية، ويؤدي إلى تشكل السيول في الأودية والمناطق المنخفضة، مخلّفا أضرارا في الممتلكات والطرق والزراعة.

في المقابل، تسجل المملكة فترات انقطاع مطري طويلة خلال الموسم المطري نفسه، حيث تمر أسابيع متتالية دون أي هطول يذكر، الأمر الذي ينعكس سلبا على المخزون المائي والتربة الزراعية.

وتشير التقديرات إلى أن متوسط الهطول المطري السنوي في الأردن يتراوح بين 50 ملم في المناطق الصحراوية ونحو 500 ملم في المرتفعات الشمالية، إلا أن التوزيع الزمني لهذه الكميات بات غير منتظم، ما يقلل من كفاءة الاستفادة منها في تغذية المياه الجوفية والسدود.

هذا التذبذب الحاد في الأمطار يرتبط بشكل مباشر بالتغير المناخي، الذي أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة تبخر المياه، إلى جانب تغير مسارات المنخفضات الجوية. وقد انعكس ذلك على الواقع المائي، حيث يبلغ العجز المائي السنوي في الأردن أكثر من 500 مليون متر مكعب، في وقت لا تتجاوز فيه كميات المياه المخزنة في السدود خلال بعض المواسم 60 بالمئة من طاقتها التصميمية.

ويؤكد رائد رافد آل خطاب مدير إدارة الأرصاد الجوية ارتفاع معدلات درجات الحرارة سواء الصغرى او الكبرى في الاردن عد الرجوع الى البنك المناخي في إدارة الأرصاد الجوية.

وأضاف آل خطاب أن التغير المناخي يؤدي إلى ارتفاع معدلات درجات الحرارة في الأردن بعد الرجوع إلى السجلات والبنك المناخي لدى دائرة الأرصاد الجوية، مشيراً إلى أن هذه الزيادة في درجات الحرارة تتماشى مع المؤشرات المناخية العالمية وتنعكس على أنماط الهطول وسلوك العناصر الجوية.

كما كشف أن أرقام البنك المناخي في الأردن تكشف عن تراجع معدلات الهطول المطري الموسمية على رغم تذبذب الهطولات وتكرار حوادث الهطولات الغزيرة الا ان المعدل العام في انخفاض مستمر.

ويرى مختصون أن استمرار هذا النمط المطري يتطلب إعادة النظر في خطط إدارة المياه ومشاريع الحصاد المائي، وتعزيز جاهزية البلديات للتعامل مع السيول، إضافة إلى دعم القطاع الزراعي بوسائل ري أكثر كفاءة تتناسب مع فترات الجفاف الطويلة. وبين غزارة مفاجئة وانحباس قاس، يبقى الهطول المطري في الأردن عنوانا لتحد بيئي ومائي متصاعد، يفرض نفسه بقوة على أجندة التخطيط الوطني في السنوات المقبلة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد