حسابات إسرائيلية تلجأ للذكاء الاصطناعي للتشكيك بمأساة فيضانات غزة

حسابات إسرائيلية تلجأ للذكاء الاصطناعي للتشكيك بمأساة فيضانات غزة

22-12-2025 10:10 PM

السوسنة - عاش سكان غزة أوضاعًا إنسانية كارثية خلال الأيام الأخيرة مع تفاقم أزمة الفيضانات التي ضربت مخيمات ومناطق سكنية واسعة، وذلك جراء المنخفض القطبي "بيرون" الذي تأثر به القطاع بشكل بالغ على مدار قرابة أسبوع.

وبالتزامن مع عشرات المشاهد التي توثق الأوضاع الإنسانية الصعبة، والتفاعل العالمي معها بالتضامن ومطالبة إسرائيل بإدخال معدات الإيواء والكرفانات، نشطت الحسابات الإسرائيلية في محاولة لإخفاء صور المعاناة وإظهار أنها مفتعلة ومفبركة.

ورصدت "وكالة سند" في شبكة الجزيرة سلسلة من المنشورات والتغريدات من حسابات إسرائيلية، مضمونها اتهام النازحين بتوليد مشاهد الفيضانات باستخدام الذكاء الاصطناعي بهدف كسب التعاطف الدولي، في سياق يهدف لنزع المصداقية عن المشاهد والصور الواردة من غزة وتشتيت التفاعل معها.

ونشرت حسابات إسرائيلية عبر منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مولدة بالذكاء الاصطناعي ادعت أنها منشورة من قِبَل فلسطينيين، بعضها يظهر تدفقا هائلا للمياه، وأخرى تظهر أطفالا ونساء يعانون تحت المطر الكثيف، وفي أحدها يلعب الأطفال في الثلوج، في مشاهد تبدو فيها المبالغة والأخطاء الواضحة.

وسعت هذه الحسابات إلى تحميل الفلسطينيين مسؤولية "فبركة" تلك المشاهد، مع وصف أنها نشرت من "ناشطين فلسطينيين" واستخدام ذلك للادعاء بأن صور الغرق والمعاناة، لا سيما تلك التي تظهر الأطفال والنازحين، قد جرى توليدها أيضا رقميا باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.

وشاركت عشرات الحسابات الدعائية الإسرائيلية في إعادة نشر تلك الفيديوهات عبر المنصات المختلفة، في إطار حملة منظمة للسخرية من الكارثة الإنسانية والتقليل من آثارها، عبر تقديم محتوى غير حقيقي على أنه مادة كاشفة لـ"تضليل فلسطيني"، حسب زعمهم.

وحاولت الحسابات صناعة سردية مضادة تشكك بحجم الكارثة، وتحوّل المأساة الإنسانية إلى مادة للتندر والاستخفاف، وجر التفاعل المرتكز على التعاطف مع المعاناة، لمحاولة إثبات أنها حقيقية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد