الانا الأعلى

mainThumb

19-06-2020 03:04 PM

تتداخل وتتقاطع شخصية الفرد تبعا لعوامل نفسية عديدة ، وتتفاوت طموحاته من خلال الظروف والمتغيرات الخارجية التي قد تخدمه في مرحلة ما، ولكن اذا ما طغت على الفرد الانانية والشعور بالاهمية، فقد تؤدي به إلى فقدان توازنه وخلل في علاقاته مع الاخرين ، وتختلط لديه الامور لدرجة يعتقد فيها انه اصبح شخصية عامة يلجا اليه الناس لحل مشاكلهم ومساعدتهم، ويمشي في الشارع ولا يرى الا نفسه، وتراه اذا تكلم احد مع غيره اجاب بدون وعي على اعتبار ان الكلام موجه اليه، واذا دخل دائرة حكومية يرى في مخيلته ان المدير بانتظاره، وفي معظم الحالات ينفرد بنفسه ليكلمها على انها شخصية اخرى، واذا جلس في مجموعة يتصور انه محور الحديث والمتحدثين، واذا قابل شخصية هامة يتخيل انه يخاطبه باسمه او لقبه علمَا بانه لايعرفه، وقد اشار عالم النفس الشهير،، فرويد،، إلى مثل هذه الشخصية التي تختلط فيها العلاقات الديناميكية بين الوعي واللاوعي من خلال تداخل هذا المثلث (الانا، والانا العليا، والهو) والتي تسمى النظرية البنيوية (Structural theory)، ، وليس مستغربا ان ترى بعض من تتداخل في شخصياتهم هذه المتغيرات قد فقد توازنه، ويرجع فرويد ذلك لعوامل وراثية احيانا او مكتسبة في الاغلب، َومثل هؤلاء بحاجة إلى علاج ليعودوا إلى وعيهم، وخاصة اذا ما ابتعد عنهم الاصدقاء ، والتف حولهم مجموعة من المنافقين الذين يزينون الامر لهم بما يتناسب مع الانا الطاغية على تفكريهم وسلوكهم ، والتي تؤدي بهم في النهاية الى ان يخسروا انفسهم ومن حولهم ، والله المستعان



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد