الإعدام قليل عليهم ..

mainThumb

08-01-2012 12:58 PM


 في نشيد عدونا الغاصب لفلسطين نص يقول (روح يهودية تتحرق شوقًا للحرية )...وفي فلسفة حكم مستعبدينا في عالمنا العربي أجساد عربية تتحرق لتقول حرية، يا لها من مهزلة أوصلنا لها زمرة من العابثين اللاعبين بتاريخنا وهويتنا وقيمنا وحضارتنا ومستقبلنا ومستقبل الأجيال من بعدنا. 

دائمًا كانت الروح تسود على منطق الجسد في كل مواضع ذكرهما، حتى في القرآن الكريم، وردت كلمة الروح بسمو معانيها التي لا يعلمها إلا الله، والغريب أن تكون الروح مصدر إلهام عدونا بينما أجسادنا أصبحت ملهمتنا، وفي عالمنا العربي وصل الحال بنا لتصبح أجسادنا منبرًا نمارس منه فن الخطابة، بينما عدونا يمارس بروحه فنون التعبير وفنون خلق الانتماء والوطنية الحقيقة لما يؤمن به حتى لو كان خاطئًا، وفي مفارقة استوقفتني بين كلمات الأناشيد الوطنية العربية وبين نموذج كلمات النشيد للعدو الغاصب في فلسطين، عرفت من خلالها منطقية افتخارهم بقيم نحن نفتقرها في حاضرنا العربي جعلتهم يملكون زمام المبادرة وزمام القيادة في زماننا، من تلك الكلمات في نشيدهم (روح يهودية تتحرق شوقًا للحرية)، بينما نحن في أوطاننا العربية تتحرق أجسادنا في سبيل مناشدة مستعبدينا لكي نسمعهم كلمة الحرية، فيالها من مفارقة، بكل صراحة رغم ما تحمله كلمات نشيدهم من افتخار بقوميتهم وبهويتهم ولقيم الحرية وللرؤية المستقبلية نفتقر نحن في حاضرنا العربي لمعاني تلك الكلمات التي يتغنى بها عدونا ويتفاخر بها كقيم له على الرغم من أن الحقيقة يجب أن تكون متعاكسة، وهذه المفارقة أوصلتنا لها ثلة المفسدين في عموم بلادنا العربي، وفي أيام الحساب في الربيع العربي قد تأخذنا العاطفة في إصدار الأحكام عليهم ولكن من يتألم نشيد عدونا وما وصل له وما وصلنا له في حاضرنا من حالة افتقار حتى لأبسط معاني الحياة يرى الإعدام قليل عليهم.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد