نصيحة بلا رياء للملك ..

mainThumb

23-07-2012 02:47 AM

 لن يضع أي أردني نفسه ندًا أمام مقام أصحاب الخبرة وذوي النفوذ من محيط الملك مزاحمًا لكي ينصح فمن الأكيد أن النصيحة لن تتجاوز مكتبًا حتى ترمى في سلال المكاتب التي رمي بها الكثير من الأوراق التي خيل لأصحابها أن الملك تجاهلها وهي في الأصل لا تصل...لكن ربما حقيقة المرحلة تستوجب على كل من يرى غير ما يقال أنه يرى أن يدلي بدلوه فلعلى وعسى أن تكون رمية بلا رامي تسهم بوصول حقيقة مغيبة عن ناظري من عليه في نهاية المطاف تحمل كل الأحمال بوجود نص أو بعدمه فالتاريخ لا يلتفت للنصوص بقدر ما يلتفت لما جرى، لذلك فهذه دعوة للملك نرمي بها من خلال الإعلام فربما تصيب وربما لن تتجاوز أبعاد شاشات الحاسوب.

  
بات من حكم الأكيد أن سوريا ستعيش مخاضًا عسيرًا في أيامها القادمة سيدفع ثمنه شعب سيتألم ويئن حتى يدرك في النهاية أن ما جرى في سوريا وما دفع ثمنًا للحرية كان أكبر بكثير مما هو متوقع، فبضع من الآلاف ليست برقم أمام سيكون في مقبل الأيام، وربما نحن في وطننا الأردن لم ندفع حتى لحظتنا هذه أي ثمن مقابل ما يقال أنها الحرية المنشودة غير تلك الهتافات التي أصبحت كتحية الصباح والمساء متعارفٌ عليها بعد صلاة الجمعة في مساجد بعينها وبحد ذاتها ومن شخوص باتت أوراقهم مكشوفة وسماتهم وقدراتهم محدودة، ومن الأكيد أن الناظر بعمق لن يجد في تلك الوجوه بوادر انفراج للحالة، كما أن الناظر بالعمق يجد أن منطق النظام في تعاطيه مع مطالب اللحظة لم تتجاوز القدرة على المحاكاة الحقيقية لما قد يحدث في حال فلتت الأمور من موازينها، وهذا كله مؤشر خطير يجعل من وطننا المرشح الأبرز للمرحلة المقبلة لعاصفة التغيير التي تعصف بالأنظمة العربية وشعوبها، فالنظام ما زال سلوكه في سياق الثبات الذي لم يحقق أي تحرك حتى اليوم تجاه الإصلاح غير خليط من الكلمات المبعثرة التي لا تصلح لتركيب جملة مفيدة، حتى أنه عجز عن صياغة لقانون انتخاب يلبي طموحات الحقيقة بعيدًا عن زيف المنافقين والمؤيدين التقليدين له، كما أنه فشل في أبراز قضية شبهة فساد على أقل تقدير وطرحها للشارع والقضاء بعيدًا عن ملفات الغموض وخيوط الشخوص المنقطعة ضمن حدود معينة، ومن الأكيد أن شارعنا الأردني ليس بأنضج من ذلك السوري أو ذلك الليبي كي تكون عملية طرحه لمطالبه سلمية بمسارها حتى النهاية، فمن يملك حكم تصريف الأمور من عبث عابث أو حتى قاصد...بل على العكس تمام فهيا كهشيم الزرع ترتقب أي شرارة كي تشتعل وعندها لن يجدي أي ماء لإطفائها، إن الملك وما من أحد غيره مطالب بتحرك مغاير لكل محيطه الاستشاري وحتى الأمني ليقرأ الواقع قبل أن يفرض عليه قراءته ضمن سياق لن يراه مشابهًا في شيء لما كان يصله أو يوضع أمامه من قبل من أوكل لهم مهمة قراءته، فمعظم القادة العرب في الحقيقة هم ضحية زيف مستشاريهم ومحيطهم الأمني بتقارير معاكسة للواقع ومغايرة للحقيقة بدرجة 180 ، فالنفاق والرياء وعدم المصداقية هي أكبر المخاطر التي يمكن أن تحاك لأي نظام من قبل محيطه الذي يوصف بالمخلص الوفي، وهذا ما وقع به كل من سقطوا وسقطت أوطانهم معهم...فهل يفعلها الملك ويقرأ واقع الأردن بعينه وبفكره دون التلفت لمن حوله ممن لا يجيدون القراءة...؟!
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد