وَجعُ الأقلام

mainThumb

20-11-2014 06:49 PM

لستُ من أصحاب الظواهر والذين يجلسون في الصباح ( ! ) أو المساء .. ويقرأ { رواية } لو نفضتها وخضضتها لن تُخرج منها أي علم يفيدك في ( التاريخ أو النسب أو الحديث والأدب ) .. وتجده يُمزمزَ على { فنجال القهوة } وكأنه الآن أصبح مِن أهل الثقافة والأدب ( ! ) .. لا غرابة فقد تغيرت صِور العلم .. وأصبح عندهم العلم فقط { رواية وفنجال قهوة } ( ! ) ..

وأما نحنُ ، فنقرأ لأهل الحديث والأدب والنَّسبِ ... نتلذذُ ونطربُ حين نقرأ فائدة لطيفة ونُسارع لتقييدها في دفاتر الفوائد ..

العِلمُ صَيدٌ والكِتابةُ قَيدُهُ
 قَيِّدْ صيودكَ بالحِبالِ الواثِقَة
فَمِن الحَماقَةِ أَنْ تَصيدَ غَزالَةً
 وتَترُكها بَينَ الخَلائقِ طالِقةَ


نقرأ ونطرب ... ونحن نشرب { الشاي } لا { قهوة أصحاب الظواهر } .. فالشاي عندنا كما يقول { النجفي } :

يغيب شعور المرء في كؤس الطلا
ويصحو بكأس الشاي عقل المفكر

صَدقني أخي القارئ أن الأقلام تتوجع حين يُمسِّكُها مَن ليسَ لهُ زِمام ... فالقلم يُولولُ وَيندبُ حَظهُ كُلما أمسَّكه غِرٌ جاهل ـ مُتشبع بما لم يُعط ـ ... فَيُخيل لهذا الجاهل المُمسك بالقلم .. أنه قد وصل لذروة العِلم والنِعم ( ! ) ..

وهذا صدقاً مِن علامات الساعة ، كما في حديث ابن مسعود أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( إن من علامات الساعة .... وظهور القلم ) ...  فَلم يقل : ( وظهور العلم )  وإنما قال : ( ظهور القلم ) لأن اليوم أصبح { الحافي وأبو نِعال } يكتب ( ! ) .. ولكن هُم من أجهل الناس في { العِلم } ....

ولا شَّك أن لِسان الجاهل مفتاح حتفه ( ! ) وكم مِن باغٍ قُتِلَ بصارم جهله ، فالقلم يُصبح كالحمار في يد صاحبه وهذا مِن أكثر أوجاع الأقلام ..

ومن أغرب ما رأيت ، أن أحد { رواد الأعراس } والذي يتمايل ويهزُ خصره مرة نحو اليمين ومرة نحو اليسار ( ! ) .. يُحاول أن يَشدَّ الحضور بالتّفنن في هَز الخصور ( ! ) .. وهو معلوم عند أهلُ الخلاعة وليس بمجهول { العين والحال }  .. أصبح اليوم يُمسك القلم ويكتب ( ؟ ) بل ويكتب في أرحام الناس ـ الأنساب ـ  صدقوني أن هذا مِن أشد الأوجاع ..

ولو تابعت الصُحف والمواقع الإلكترونية سوف تجد الكثير مِن هذا الصِنف والذي هو مِن { علامات الساعة } ..

ثم لو قرأت ما يُسمى بـ { الروايات } ـ رواية فلان بن علان ـ  وكتاب للروائي فلان ( ! ) ... مِمن أمسكوا الأقلام ( ! ) وراحوا يَعدون أنفسهم من الأدباء والأعلام ( ؟ ) وفي الحقيقة لو سألتهم : ( ما هي شروط الطهارة ) .. لأصابتك الصدمة مِن جهلهم في { طهارة أبدانهم } ... وهذا ما أشار له نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ مِن { ظهور القلم } ..


وأما ترياق الكلام فهو بلسم الأقلام ... فكلما اقرأ حُسن الكلام مِن المقالات الأدبية والنسبية ـ المنهجية العلمية ـ  أطرب جداً كما يطرب المُشتاق لأحاديث الحنين ( ! ) ..

فكم يطرب القارئ حين يقرأ مقالات علماء السنة المعاصرين كـ { صالح الفوزان والربيع المدخلي واللحيدان وعبيد الجابري والعباد .. وغيرهم } ..

وكم يطرب القارئ حين يقرأ مقالات أهل الأدب كـ { محمود شاكر والسيد أحمد صقر ـ رحمهم الله ـ وغيرهم } .

وكم يطرب القارئ حين يقرأ مقالات أهل النسب والتاريخ  كـ { الجاسر والبلادي ـ رحمهم الله ـ وغيرهم من الأخوة المعاصرين } .

صدقوني حين نقرأ لهؤلاء نكاد مِن الأنس والطرب أن نطير ... هُنا للعلم حضور .

حِـبـرٌ إذا أبكَى عيون مدادهِ
ضحكَت ثغور الكتبِ والأوراق

فكلام الكرام فلاح والإقتداء بهم نجاح ... هُنا صفاء العلم والمداد ..

فكتابات الأغرار والجهال هي عَدَمٌ ولا تُثبت لصاحبها قدمٌ ( ! ) بخلاف أهل العلم من أرباب القلم ، لا تلحقهم الآفات وهم رفات ..

فلا تظن أيها المُمسك القلم وأنت خالي الوفاض من العلم ، أنك إذا خربشت ( رواية ) أو ( مقالة في الأدب ) أو في ( الأنساب ) أصبحت مِن السادة ( ! ) فبجهلك ستقطع مارِن الشَّرف ..

فلست ممن يتبعون السبيل بالعلامة .. وترجو بذلك الأمن والسلامة ..

وإن كان هذا الزمان هو زمان هؤلاء ـ زمان ظهور القلم ـ فإنني كما قال الزمخشري ( محمود ) والذي علمه لولا الاعتزال ( محمود ) :

ومُذ أفلحَ الجُهالُ أيقنتُ أنني
أنا الميمُ ، والأيام أفلحُ أعلمُ



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد