بالحبِّ وحدَهُ - معن سناجله

mainThumb

17-04-2015 05:39 PM

هو مجرّدث حلمٍ , نذكِّرُ بهِ أنفسنَا أولاً , إذا ما استطعنا إلى ذلك سبيلا .

كم أشتهي
من كلَّ قلبي
يا أخي وصاحبي
يا أيُّها القريبُ والبعيدْ
في حارةِ الحياةِ والوجودْ
في أيِّ بقعةٍ تكونُ
حيثُ أنتْ
في الشَّرقِ أو في الغربْ
وفي الشَّمالِ والجنوبْ
وفي اليسارِ واليمينْ
بأيِّ مذهبٍ ودينْ
وأيِّ خافقٍ ولونْ
وتحتَ أيِّ رايةٍ وحزبْ
كم أشتهي
لو أنَّنا
بالحبِّ وحدَهُ
نحاولُ الذَّهابَ
للّقاءِ والحوارِ والنِّقاشِ
عندَ لحظةِ الخلافِ
واشتدادِ ساعةِ الخطوبِ
و الكروبْ

***

كم أشتهي
لو أنَّنا
بالحبِّ وحدَهُ
نحاولُ الوصولَ
للقلوبْ
لا بالرّصاصِ والدِّماءِ
والجراحِ والندوبْ
وبالسُّبابِ والهجاءِ
والصِّراعِ والقتالِ
والحروبْ
كأنَّنا ..
لمْ نقرأ الدُّروسَ جيِّداَ
ولمْ نذقْ مرارةَ الفراقِ
والبكاءِ والعويلِ والنَّحيبْ

***

كم أشتهي
يا صاحبي ويا أخي
بأيِّ مذهبٍ ودينْ
وتحتَ أيِّ رايةٍ
وخافقٍ ولونْ
وحيثما تكونْ
لو أنَّنا ..
بالحبِّ وحدَهُ
نصوغُ عهدَنا الجديدْ
ونفتحُ القلوبَ والعقولَ
للقريبِ والبعيدْ
وللطَّريفِ والتَّليدْ
وللقديمِ والجديدْ
وللذي يرى بغير ما نرى
ولا نحسُّ لحظةً
بأنَّهُ عدوُّنا اللدودْ
ولا نرى بأنَّهُ
عن جنسِنا
وطينِنا وأصلِنا غريبْ
 لأنَّهُ مختلِفٌ
 وطبعُه ورأيُهُ وفكرُهُ
عن رأينا يحيدْ

***

كم أشتهي
يا صاحبي ويا أخي
لو أنَّنا ..
عن كُرهِنا
وظنِّنا ببعضنا نعودْ
كم أشتهي
لو أنَّنا ..
بالحبِّ وحدَهُ
نطهّرُ النُّفوسَ والقلوبْ
لعلَّنا ..
من حزننِا وحقدِنا
وغلِّنا وليلِنا
وما مضى من يومِنا
وأمسِنا
ألى نهارِنا وصبحِنا
وفجرِنا نؤوبْ

***

وعلَّنا..
نعالجُ الّذي مضى
من الجراحِ
واللهيبْ
ونرأبُ الصُّدوعَ
نمسحُ الذُّنوبْ
ونهدمُ الحدودَ بينَنا
ونهدمُ الأسوارَ
والسُّدودْ
ونبتني إلى غدٍ مَعَاً
ما شاء من زمانِنا المجيدِ
والحبيبْ
ونفرشُ الورودَ في الدُّروبْ
ونشرعُ الأبوابَ
للشموسِ والهواءِ والطُّيوبْ

***

لعلَّنا ..
يا صاحبي ويا أخي
في حارةِ الحياةِ
والوجودْ
نعودُ من حروبِنا
إلى قلوبِنا
ومن ظلامِنا
إلى نهارِنا
ومن خلافنِا وبعدِنا
إلى لقائِنا وقربِنا
لندركَ الذي مضى ..
ونوقفَ النَّزيفَ والدَّمارَ
والحروبْ
ونمسحُ الظلامَ
عن عيونِنا
وعن وجوهِنا الشٌّحوبْ
لنبصرَ الأخطاءَ والعُيوبْ

***

لعلَّنا ..
يا صاحبي ويا أخي
في ذاتِ حلمٍ قادمٍ
قريبْ
عن كلِّ ما مضى
 من حزنِنا وجرحِنا وهمِّنا
نتوبْ
ومن ظلامِنا وليلِنا وعتمِنا
المُخيفِ والرَّهيبْ
إلى ضيائنا وفجرِنا
نؤوبْ



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد