عودة مدرّس - ابراهيم محمود ابو عجمية

mainThumb

04-09-2015 06:06 PM

كانت جميع الدلائل تشير إلى أنني لن أصمد في هذا العمل طويلا ... ولكنه القسم الذي آليته على نفسي أن أصبر مهما كان طعم هذا الصبر مرّا فاستعذت بالله وقلت بصوت عال : على بركة الله.


كنت انقطعت عن التدريس زمنا ليس باليسير .. ففوجئت أوّل ما فوجئت حين دخلت قاعة الدرس بوجوه غير الوجوه التي اعتدت على رؤيتها..إذ كان يعلوها جميعها مسحة من الإنهاك والتعب .. عيون نصف مغمضة ، وشفاه متهدّلة .. والأنكى من هذا وذاك أن أنواعا من القصّات كانت تميّز شعورهم..


ولولا أنني كنت بكامل قواي العقلية لحسبت أني في أحد الفصول الدراسيّة التي تنقل لنا صورتها أفلام الغرب ومسلسلاته.. وفكّرت أنّ هؤلاء هم أمل الأمة في الغد وعليّ واجب ثقيل وأمانة أؤديها فلا مجال للتراخي وعليّ أن أبدأ على الفور في إصلاح ما أفسدته بعض الفضائيات..


اخترت طالبا يكاد النعاس يغلبه وسألته :


ما هو اجمل برنامج تميل لمشاهدته ؟


وهنا حدثت المفارقة التي قصمت ظهري وجعلتني أفقد توازني تماما ..صاح جميع الطلبة وبصوت واحد :ما إلك إلاّ هيفا


وفي اللحظة التي تلت أخذت الدنياتصفرّوتزرقّ وتحمرّفي عينيّ حتى إذا ضاقت عليّ الأرض بما رحبت انسللت خارجا وأنا أتلفّت حولي لا ألوي على شيء.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد