الخبير - ابراهيم محمود ابو عجمية

mainThumb

08-10-2015 09:42 PM

كانت عربات الصيد الفارهة ، والمجهزة بأحدث الإمكانيات قد اتخذت مواقعها في قلب الصحراء منذ أكثر من ثلاث ساعات ، ولم يكن باستطاعة من فيها من الضيوف والمعاونين أن يغادروها من شدة الهجير ، لذلك لزم الجميع أماكنهم طلبا للهواء المكيف وللأستمتاع بالحديث الذي دار ويدور حول خبير الصقور وكيف بنى لها مركزا وكيف جهز ذلك المركز وكيف استقدم له أمهر الأطباء وكيف وكيف ؟ علق أحد الضيوف :
 
تأخرت طائرة الخبير .. ولاحظ آخر : المهم أن نبقى في الداخل
وفي عربة ثانية قال أحد المعاونين المخلصين : سترون العجب العجاب سترون صقورا لم تشاهدوها من قبل ، هل يدور بخلد أيّ منكم أن بعضها بالآلاف؟
 
وصلت طائرة الخبير المروحية الآن ، وما أن حطّت على الأرض حتى فتحت أبواب العربات جميعها وغادرها ركابها سراعا ليتحلقوا حول الخبير.. سأل أحد الضيوف :لماذا هو متجهم الوجه ؟ أجاب أحد المعاونين منذ سنة وهو يشرف على تدريب هذه الصقور والساعة ساعة حسم واختبار ....سأل أحدهم بجدية :
 
هل الخبراء من حملة المؤهلآت العالية ؟ أجاب آخر باهتمام :
 
دكاتره .. سأل ضيف : كم صقرا سيطلق اليوم ؟ أجاب أحد المعاونين : جميع صقور المركز وقد أطلقنا بالأمس جميع طيور الحبارى التي استوردناها خصيصا لهذه المناسبة . سأل أحد الضيوف : وهل كلفت الكثير ؟ أجاب المعاون بلا اكتراث :آلاف
 
جلبت الصقور الآن من الطائرة المروحية وسرعان ما نزع الصقارة الأغطية عن عيونها واصطفوا ...استعرضهم الخبير كما لو كان قائدا يستعرض حرس شرف ..وحين انتهى من الإستعراض تأمل وجوه الحاضرين بشموخ واعتداد وما هي إلاّ لحظات حتى أعطى إشارة البدء فانطلق على الأثر خمسة عشر صقرا من أعزّ الصقور وأغلاها في الفضاء الرحب ... كان منظرها وهي تنطلق مهيبا كما لو كانت أسراب طائرات مقاتلة.
 
 
قال صاحبي الذي كان يرمقني بإعجاب وأنا أقص عليه وقائع تلك الرحلة لا بد وانكم استمتعتم بوجبة لذيذة من طيور الحبارى..قلت بوجوم :
لم نذق شيئا طيلة ذلك النهار القائظ ..ظللنا ننتظر عودة الصقور حتى حلّ المساء.. وحتى الآن لم يعثر عليها أحد ..سأل صاحبي : وماذا كانت ردة فعل الخبير ؟ قلت ساهما : اختفى هو والطائرة إذ حين يئسنا من عودتها أعلن بأنه سيواصل البحث عنها من الجو .
 
عاد صاحبي للسؤال: وماذا كان شعوركم :
 
قلت : لا أذكر أننا شعرنا بشيء إنما هو مزيج من الأحاسيس المتباينة بلا لون ولا طعم وأغرب ما في الموضوع ما حدث لي على وجه التحديد بعد ذلك صرت كلما سمعت صوت صقر أو كلما رأيت صقرا أحس بالجوع أمّا لماذا فأرجو أن لا تسألني لقد زرت أكثر من طبيب طلبا للعلاج إلاّ أنني وحتى هذه اللحظة لم أتوصّل إلى إجابة شافية فعذرا جميلا .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد