وفاء لراحلنا سيد الرجال .. وولاء لرسالة خفاقة يصونها ملك عظيم - أ.د. عدنان المساعده

mainThumb

07-02-2016 10:51 AM

يستوقفنا اليوم السابع من شباط في يوم وفاء متجدد لسيد الرجال ويوم بيعة مستمر ‏لملك معزز مقدام... وفاء لجلالة راحلنا الباني الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه ‏الذي عاش في ضمير ووجدان ابناء وطنه وأمته وكل المنصفين في العالم إلى أن لاقى ‏وجه الله تعالى وودعه شعبه الوفي والعالم في موقف مهيب عز نظيره، وكانت عمان ‏عاصمة الدنيا ومركز الكون... موقف عالمي سجله الأردنيون والعالم أجمع بحروف من ‏نور إحتراما وإجلالا لمكانته وتقديرا لنهجه الفريد في الحكم. هذا هو الحسين ‏النقي...الرضي... الذكي الذي ما هادن باطلا وما تنازل عن حق ولا تردد عن نصرة أخ ‏أو شقيق، فعاش جل حياته لوطنه وأمته فكان سيد الرجال الرجال في كل موقف يعتد ‏برأيه وفكره في المنابر الدولية، كما هو أغلى الرجال الرجال الذي يعيش في سؤيداء ‏قلوب كل الأردنيين من خلال سيرته ومسيرته التي سطّرت  صفحات مضيئة ومشرقة ‏عاشها الأردنيون مع الحسين الملك الانسان عليه شآبيب الرحمة والرضوان لحظة ‏لحظة، فكان القائد الذي لا يكذب أهله، والأب الحاني الذي رعى الجميع بقلبه الكبير ‏بتواضع العظماء وشكيمة الأقوياء إلى أن لقي وجه الله راضيا مرضيا‎.‎
 
وإستمرارا لنهج الحكم الفريد للدولة الأردنية الذي إنتهجه الحسين وأسسه على أرضية ‏صلبة قوية بايع الأردنيون فارسا هاشميا قرة عين الحسين الباني الذي أعده ليتسلم ‏راية الأمانة من بعده فكان يوم البيعة حيث تولي جلالة الملك المعزز عبد الله الثاني بن ‏الحسين سلطاته الدستورية وعيون وقلوب وعقول الأردنيين تتجه نحو هذا الفارس ‏الذي سيقود بنا المركب لمتابعة مسيرة البناء والإنجاز في أردننا الغالي مكملا مشوار ‏راحلنا العظيم باستشراف آفاق المستقبل وادراك حجم المسوؤلية بإيمان ووعي ‏لمواجهة التحديات التي تواجهنا على كل صعيد‎. ‎
‎ 
ومنذ لحظة القسم تابع جلالته تحمل أمانة المسؤولية ونذر نفسه لخدمة شعبه وأمته ‏يوصل الليل بالنهار يجوب الدنيا ينقل صورة الوطن ووجهه المشرق الى العالم بحكمة ‏وبصيرة وبفكر ثاقب يحاور الآخر بوسطية واعتدال وقوة ضمير ورباطة جأش تنتصر ‏للحق ولاتهادن باطلا أيا كان مصدره أودوافعه. في يوم البيعة المتجدد لرمز سيادتنا ‏وحامي ديرتنا نلتف نحن الاردنيين جنودا أوفياء نذرنا أنفسنا لنكون في خندق الوطن ‏ومع قائد الوطن وبه ماضون لنصون رسالة وطن الكرامة والكبرياء ... رسالة الحق ‏والعدل والبناء. نلتف حول مليك عربي هاشمي شاب يتوقد ذكاء وعزيمة وصدقا ‏وإخلاصا لأبناء شعبه الذين يبادلونه الحب والولاء، فكانت العلاقة بين القائد وشعبة ‏علاقة القلب بالجسد.‏
 
‏ وتمّيز نهج جلالته بالعمل والإنجاز والإيثار رغم التحديات الصعبة والظروف القاسية ‏ومضى جلالته في تحديث مملكتنا وتطوير مؤسساتها وبناء  الإنسان الأردني المؤهل ‏في كافة المجالات. وكان جلالته بحق الحريص على وضع الأردن وأبنائه على قائمة ‏الأولويات محور ذلك تنمية القوى البشرية التي تسهم في عملية التنمية الشاملة، ‏مؤمنا جلالته دائما بأن إحداث التنمية الحقيقية يكون بإحداث نقلة نوعية في التعليم في ‏كل مراحله، ولتأخذ جامعاتنا دورها المحوري كمنارات علم وحاضنات وعي وفكر ‏ونهضة لنرتقي ونحقق ما يطمح اليه جلالة الملك بالعمل الصادق والجهد الدؤوب ‏والتفاني من أجل مستقبل الأجيال ومستقبل الوطن الذي يشكل التعليم والتعليم العالي ‏الركن الأساسي للتقدم والنهضة وبناء الإنسان المؤمن بربه والمنتمي لوطنه وقيادته ‏الهاشمية. ‏
 
نعم، اننا ندرك يا سيدي ونقرأ توجيهات جلالتكم السامية للشباب التي حرصت على ‏الاستثمار بالشباب الأردني الذي يتوقد حماسا ونشاطا في كل صعيد ليساهموا في بناء ‏الأردن الأنموذج، وأعطاهم المساحة الواسعة ليكون كل واحد منهم رقما صعبا ومهما ‏في عملية البناء، إضافة الى ضرورة تحصينهم امام التيارات التي تقذف بهم يمينا ‏وشمالا وتوجيه بوصلتهم تجاه قضايا الوطن إعدادا وتأهيلا وإنتماء وولاء ليكونوا ‏قادرين على صياغة مرحلة جديدة تنهض بمقدرات الوطن ومكتسباته من خلال إمتلاكهم ‏لتصورات ورؤى تتعلق بطموحاتهم ومستقبلهم الذي هو طموح الأردن ومستقبله، ‏مترفعين عن الترسبات الذهنية الخاطئة ومتسامين فوق التجارب التي شابتها الأخطاء ‏ليأخذوا دورهم وليقولوا كلمتهم بوضوح أننا للوطن ومع الوطن ومع جلالة سيدنا ‏المليك الشاب صاحب الهمة العالية والحكمة السديدة الرأي في كل موقف من أجل ‏تصويب الأخطاء ووضع الأمور في نصابها التي لا تجامل أحدا في أولويات وقضايا ‏الوطن‎.‎‏ ‏
 
وعلى الصعيد الدولي، نجح جلالته في  الدفاع عن ديننا الإسلامي الحنيف وتوضيح ‏صورته دين الوسطية والاعتدال الذي يواجه الفكر الظلامي وأصحاب العقول المتحجرة ‏والسوداء التي تشوه ديننا العظيم واسلامنا بريء من فكرها المنحرف وهمجيتها التي ‏تقتل الانسانية وتفتك بالإرث الحضاري والإنساني بإسم الدين تقودها عصابات مارقة ‏من الخوارج الجدد ومن زعران العالم الذين فاقت أفعالهم شريعة الغاب، كما كان جلالته ‏قلب الأمة النابض وضميرها اليقظ وصوتها القوي والجريء في المنتديات والجامعات ‏العالمية المرموقة يحاور بفكر ثاقب ولغة خطاب عز نظيرها دفاعا عن قضايا الأمة وفي ‏مقدمتها القضية الفلسطينية لتقام الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني. ولم يغب ‏عن جلالته دفاعه المستمر عن الأقصى الشريف إنطلاقا من حق الهاشميين بالولاية ‏الدينية في رعاية المقدسات والحفاظ عليها. ‏
 
ويستمر التوجيه الملكي السامي بضرورة المراجعة والتقييم المستمر لكل ماتم إنجازه ‏ضمن مسيرة الإصلاح وتعزيز النزاهة ومدونات السلوك وكرامة الإنسان وترسيخ القيم ‏الإيجابية كلها نقاط مضيئة حرص جلالة مليكنا الشاب على تطبيقها نهجا لننهض ‏بالأردن وطنا عزيزا قويا فيه التجديد والتحديث والتأصيل تشارك فيه السواعد القوية ‏والمؤمنة في مستقبل أردننا المشرق بعون الله. ‏
 
وجلالته بذلك يعلمنا أن الانسان الأردني المنتمي هو الذي يوحّد ولا يفرّق ويقدم مصالح ‏المؤسسة ومصالح الوطن العليا فوق كل الاعتبارات، ويعلمنا أن بناء الوطن لا يكون ‏بالتنظير والأقوال ولا يكون بالتسويف وترحيل الأزمات، ولكن بالعمل الجاد المخلص ‏الذي يترك أثره الواضح، وبمواجهة التحديات بصلابة وقوة لأن دائرة الوطن هي ‏الأرحب والأكثر اتساعا، ولأن الوطن هو المظلة الكبيرة التي نتفيأ جميعا تحت ظلالها، ‏وأن المقياس الحقيقي للإنتماء هو مقدار ما تعطي وتقدم بعيدا عن المصالح الآنية ‏والضيقة، فالوطن هو الأبقى والأغلى ونحن ذاهبون‎ .‎
 
نعم، يا معلمنا وسيدنا، لم تنل لكم قناة في مواجهة الأخطار والأجندة التي تحاول النيل ‏من منعة أردننا ليبقى وطنا مهاب الجانب، وطودا شامخا أمام الأخطار والتحديات، ‏وكنتم لنا القائد الكبير في عطائه وتواضعه وعدله وسعة قلبه واستطعتم أن تضعوا ‏الأردن الوطن الاغلى وأبناءه على قائمة الاولويات في كل خطواتكم المباركة تحملون ‏رساله الهاشميين الحرة الأبية التي تحفظ للوطن سيادته ومنعته كما تحفظ للانسان ‏كرامته وعزته، وكنتم على الدوام يا سيدنا، تحرصون على راحة ابناء وطنكم ‏وتوجهون البوصلة الى مسارها الصحيح.‏
 
كلما حل السابع من شباط ودائما، ستبقى روح حسييننا ماثلة أمامنا وسيبقى أسمه ‏محفورا في العقول والقلوب، ورحم الله أبا عبد الله الملك الانسان الذي عاش عظيما ‏ورحل عظيما حيث نذر حياته لوطنه وأمته وستبقى الأجيال تكتب تاريخه بحروف من ‏نور، لان تاريخ حسيننا العظيم هو تاريخ وطن تم بناؤه بالصبر والعزيمة وتم تحقيقه ‏بالجهد‎ ‎المخلص، والتفاني والتضحية، وصدق الانتماء للوطن والأمة. وعلى العهد ‏نمضي مع قائدنا جلالة الملك عبد الله بن الحسين نحافظ على عهد الشرفاء والأوفياء ‏الحريصين على كل ذرة تراب من ثراه الطهور ليبقى الانسان الاردني كما أراده جلالة ‏مليكنا المفدى مرفوع الرأس عالي الهمة يعمل ولا يسّوف ... ينجز ولا ينتظر ... يتطلع ‏الى الإمام ولا يهمه وضع العصي في دولاب الحياة من قبل أعداء الحياة... وحمى الله ‏الأردن وطنا عظيما ... وطنا تفديه المهج والارواح ... ودمتم يا سيدي لنا قائدا عظيما ‏نرفع بك هاماتنا عالية تعانق السحاب بارادة تعشق صعود الجبال ولا تأبه بمجابهة ‏الأخطار... ودمتم يا مولاي سيدا حاميا للدار والأهل ومعكم وبكم ماضون لتبقى أسوار ‏أردننا عالية قوية في وجه كل التحديات والصعاب.‏
‎ 
يا رمز سيادتنا، في هذا اليوم نقرا الفاتحة على روح سيد الرجال مليكنا الباني المغفور ‏له باذن الله حسيننا العظيم... وفي هذا اليوم نشد الاحزمة من جديد جنودا للوطن كل في ‏موقعه نحرص جميعا على أن يبقى الوطن جميل الوجه في صورة تكاملية نساهم جميعا ‏في تكوينها بأبهى صورة، ولتبقى عمّان عاصمة الدنيا تفخر بسيدها الهاشمي عبد الله ‏الثاني بن الحسين وأبي الحسين عنوانا لعزتها ورمزا لكبريائها. ودمتم يا مولاي القائد ‏الرائد لشعبكم الأردني الوفيّ ولهذا الحمى العربي الهاشمي، نترسّم خطاكم ونلتف حول ‏عرشكم المفدى ونحن على العهد نسير معكم وبكم ليعلو البنيان بعزيمة ومضاء في ‏مسيرة عنوانها "الوفاء والعمل والانجاز".‏
‎ 
‎* ‎‏ عميد أكاديمي سابق ‏
رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس سابقا
جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد