في اليوم العالمي للطفل .. أشكال من العنف والتمييز والحرمان - تهاني روحي حلمي

mainThumb

20-11-2016 03:06 PM

صدمتنا اليوم جمعية تضامن Sigi بتقريرها الخاص بمناسبة يوم الطفل العالمي، هذه الحقائق الصادمة والتي تتحدث عن أرقاما مفزعه سواء للتعذيب الجسدي للأطفال ، او الايذاء الجنسي، وأن الطفلات بشكل خاص يتعرضن أكثر من الأطفال لمختلف أشكال العنف والتمييز والحرمان والتهميش ، كما أنهن يعانين أكثر من عدم وجود مرافق صحية خاصة في المدارس حيث يعتبر ذلك وخاصة في مرحلة البلوغ سبباً من أسباب تركهن للتعليم. 
 
واذ نشكر (تضامن) على تذكيرنا بهذه الحقائق ، الا اننا علينا التوقف والتفكر مليا، لأن حقبة وضع الأطر القانونية للقضاء على العنف ضد الفتيات لا تكفي وحدها، بل يجب أن يتبعها الآن التركيز على التنفيذ والوقاية. والتحدي الذي يواجهه المجتمع الدولي ومجتمعنا الأردني ، هو كيفية تهيئة ظروف اجتماعية ومادية تتيح للمرأة والفتاة تحقيق إمكاناتهما بالكامل. فالإصلاحات القانونية والمؤسسية وحدها لا تكفي؛ بل نحتاج الى إدخال تغييرات عميقة لإيجاد ثقافة يتغلب فيها العدل والمساواة على طغيان الهيمنة المستبدة والقوة الجسدية. ويجب أن يتم التعليم والتدريب بطريقة تسمح للأطفال بالنمو عقليا وخُلقيا، وتُنمي لديهم الشعور بالكرامة، وكذلك المسؤولية عن رفاه أسرتهم ومجتمعهم والعالم أجمع. وبنفس الوقت فان مؤسساتنا التعليمية لا بد لها أن تتطور أيضا وتدمج النمو الأخلاقي في مناهجها الدراسية. فمن خلال هذه المناهج، يتم تنمية الشخص ككل - وتحقيق التكامل بين الجوانب الروحية والمادية، والنظرية والعملية، والشعور بالتقدم الفردي في خدمة الصالح العام. وبهذا تصبح التوعية بحقوق الطفل جزءا لا يتجزأ من تربيته، وعندها سيتم وضع حد لاستمرار التمييز.
 
وأتساءل بعد الضجة التي احدثتها التغييرات لبعض المناهج الدراسية لدينا، كيف ستنجح مناهجنا الآن في ترجمة  الأسس الأخلاقية إلى أهداف تعليمية؟ فلمفترض بأن الأساس في هذه المناهج هو الإيمان بأن كل شخص هو كائن روحاني ذو طاقات وإمكانات لا حد لها للعمل النبيل. ولكي تظهر هذه الطاقات، يجب تعهدها ورعايتها بوعي من خلال منهاج يتوافق مع هذا البُعد الإنساني الأساسي . فهل ستنجح مناهجنا في التركيز على السلوك القويم  بناء على مبادئ أخلاقية ، وهل لديها – هذه المناهج- القدرة على رعاية وتنمية الإحساس الذاتي بالعزة وبالكرامة وتقدير الذات؟؟ 
 
وبينما يمكن تعليم هذه القيم في المدارس، إلا أن التربية البيته التي ينشأ فيها الأطفال ويشكلون وجهات نظرهم بخصوص أنفسهم والعالم والهدف من الحياة تبقى هي الأساس المتين ، ولا يمكن للمدرسة وحدها ان تقوم بهذا العبء ان اخفقت العائلة في تلبية الاحتياجات الأساسية للأطفال، وسيتحمل المجتمع بنفس تلك الدرجة عبء نتائج الإهمال والإساءة وسيعاني بشكل كبير من الأوضاع الناتجة عن اللامبالاة والعنف. انها امور اساسية ومشتركة ، لا احد يستطيع ان يلقي بالملامة على أي جهة دون الأخرى، واتمنى في مثل هذا اليوم من العام القادم والعالم يحتفل بالطفل، ان نجد (تضامنا) وقد زودتنا بتقارير احصائية منخفضة جدا عن العام الماضي. فمن سيبدا بالتنفيذ؟؟؟
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد