في ذكرى معركة الْكَرَامَةِ - الشاعر محمد محمد دومي

mainThumb

22-03-2017 11:35 AM

شَهِيْدُ الْحَقِّ لِلدُّنْيَا فِدَاءُ
  وَجَيْشُ الْعُرْبِ نُوْرٌ وَاهْتِدَاءُ
  
فَمِنْ حَوْبَائِهِ1 الأَمْجَادُ قَاْمَتْ
  وَفِي أَهْدَابِهِ بَاْتَ السَّنَاءُ
  
مَصَابِيْ فِي الْجَوَى وَالْوَجْدُ نَارٌ
  وَطِبُّ الْجُرْحِ فِي قَلْبِي عَزَاءُ
  
وَلَكِنْ مِيْتَةُ الأَبْطَالِ هَذِي
  لَهَا فِي الدِّيْنِ رُشْدٌ وَابْتِغَاءُ
  
وَهَلْ يَفْنَى الَّذِي أَضْحَى شَهِيْدًا
  وَعِنْدَ اللهِ فِي الْحُسْنَى2 بَقَاءُ؟!
  
وَرِزْقٌ فِي جِنَانٍ مُكْرَمَاتٍ
  وَرُكْنٌ مِنْ كَرِيْمٍ وَارْتِقَاءُ
  
رَحِيْمٌ قَدَّرَ الدُّنْيَا فَكَانَتْ
  وَفِيْهَا اللهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ
  
لَهُ فِي الْخَلْقِ آَيَاتٌ وَحُكْمٌ
  وَمَنْ تَبِعَ الرَّشَادَ فَلاَ يُسَاءُ
  
فَفَرْقُ الْمَوْتِ عَنْ مَوْتٍ كَثِيْرٌ
  وَخَيْرُ الْمَوْتِ مَا فِيْهِ انْتِمَاءُ
  
إِلَى الإِسْلاَمِ وَالأُرْدُنِّ دَوْمًا
  وَلاَ يَثْنِيْهِ عَنْ هَذَيْنِ دَاءُ
  
فَحَقُّ الأَرْضِ إِنْ ظَمِئَتْ لَعَمْرِي
  لَهَا الأَرْوَاحُ تُفْدَى وَالدِّمَاءُ
  
بِذَا وَقْعِ الْكَرَامَةِ فِي الْلَيَاْلِي
  أَصَانَ الْعِرْضَ وَانْتَصَرَ الْلِوَاءُ
  
وَنَمَا الأُرْدُنُّ فِي الْهَيْجَاءِ زَهْرًا
  بِنْجْعِ3 الْجُنْدِ وَازْدَانَ النَّمَاءُ
  
فَحُبُّ الْجُنْدِ وَالأُرْدُنِّ فَرْضٌ
  وَلَوْلاَ الْجَيْشُ لاَنْتَشَرَ الْوَبَاءُ
  
مَلِيْكِي شَرَّفَ الدُّنْيَا بَهَاءً
  وَفِي تَشْرِيْفِهِ كَانَ الدَّوَاءُ
  
فَأَشْفَى النَّفْسَ حُبًّا وَارْتِيَاحًا
  فَبَانَ4 الْجُرْحُ وَانْتُضِبَ 5الْبُكَاءُ
  
فَسُبْحَانَ الَّذِي أَعْطَاكَ نُوْرًا
  بِهِ الأَتْرَاحُ تُمْحَى وَالْبَلاَءُ
  
فَتَشْفِي الصَّدْعَ مَهْمَا كَانَ صَعْبًا
  وَتَجْلُو الْلَيْلَ إِنْ غَابَ الضِّيَاءُ
  
وَتَكْسُو الشَّعْبَ وَالأُرْدُنَّ رُشْدًا
  لَهُ الأَفَاقُ تَاقََتْ وَالسَّمَاءُ
  
فَنِعْمَ الْجَيْشُ لِلأُرْدُنِّ دِرْعًا
  وَعَبْدُ اللهِ لِلْجَيْشِ الرُّوَاء 6ُ
  
1 - الحوباء : النَّفْس. 2 - الحسنى : الجنة. 3- النجع : الدم
 
4- بان : بَعُدَ. - 5انتضب : نفد. الرواء : البهاء والجمال والسيادة والعظمة
 
للشاعر محمد محمد دومي / مدير نادي معلمي لواء الكورة


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد