حبيب ميّ

mainThumb

07-05-2017 10:52 AM

ولا أقصد ميّ القرن العشرين ولكن ميّ ذي الرمة .. الشاعر الأمويّ معاصر جرير والفرزدق والأخطل والذي قال عنه جرير "قدر من ظريف الشعر وغريبه وحسنه على ما لم يقدر عليه احد " والذي وضعه ابن سلام في الطبقة الثانية من الإسلاميين في حين اعتبره بعض النقاد فحلا من فحول الشعر . قال جرير عن بائيته:
 
ما بال عينك منها الماء ينسكب   كأنه من كلى مفرية سرب
 
( لو خرس ذو الرمة بعد قصيدته هذه كان أشعر الناس ) ومنها يقول ذو الرمة :
 
ديار مية إذ ميّ تساعفنا      ولا يرى مثلها عجم ولا عرب
 
براقة الجيد واللبات واضحة  كأنها ظبية أفضى بها لبــــب
 
ولا يعنينا أن مجرد هذه الأسماء كانت لدى الشعراء لمجرد التشبيب ومن ثمّ الخلوص منه إلى غرض الشاعر .. ولا يعنينا هذا في قليل أو كثير إنما الذي يعنيناهو أن شاعرا مثل ذي الرمة اختار اسما عذبا لمحبوبته التي لا شك في وجودها ليتغنى بها ..ودعونا نتخيل قصته من البداية مع ميّ وذلك من خلال ما تيسر لنا جمعه من أبيات تحدث فيها عنها  ..لا بد وأنه كان يراها تمر أمامه ، وعندما كانت تلتفت إليه يقول :
 
وكنت أرى من وجه مية لمحة     فأبرق مغشيا علي مكانيــــــــا
 
وعندما كانت تختفي عن ناظريه يتابع قائلا :
 
أصلي فما أدري إذا ما ذكرتها      أثنتين صليت الضحى أم ثمانيا
 
وحين كان يهيم في الفلاة يستطرد:
 
وإن سرت بالأرض الفضاء حسبتني  أداريّ رحلي أن يميل حباليــا
 
يمينا إذا كانت يمينا وإن تكن      شمالا يجاذبني الهوى عن شماليا
 
هي السحر إلاّ أن للسحر رقية     وأني لا ألقى لما بي راقـــــــــــــيا
 
ويقول :
 
أحبّ المكان القفر من أجل أنني     به أتغنّى باسمهاغير معجم
 
وما دامت هذه أمنية ذي الرمة فدعوه يتغنى باسمها صريحا دون خوف أو وجل .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد