عندما تتعانق السلط والقدس - على الهبيدي

mainThumb

24-07-2017 11:55 PM

كثيرا ما ننتقد أحوال مجتمعنا وما آلت إليه من السوء ، عنف مجتمعي ، مصالح أناوية ، مشاحنات ومعاكسات ، وكثيرا ما طالبنا بإعادة هيكلة مجتمعات عن طريق تربية مجتمعية رائدة تجمع ما بين الأصالة والحداثة وتغلب مصلحة الكل عن الفرد وعن طريق إعادة النظر في مناهجنا الدراسية والتي يجب أن تنبثق عن قيم أصيلة حض عليها شرعنا الحنيف وتسير حياتنا بما يتوافق معها ، وفي هذه الظلمة الدامسة يلوح من بعيد بقعة ضوء تنبئنا أن شمس الأمة ستبزغ من جديد .
 
وتظهر على الأخبار حوادث جديدة غاية في الإيلام في القدس على وجه التحديد وفي قتل أصحاب الحق والتنكيل بهم من قبل العدو الصهيوني وآخر تلك الاعتداءات إغلاق المسجد الأقصى أمام المسلمين،  ولا نسمع إلا أصوات خجولة من بعض أنظمتنا العربية والإسلامية ، وتغلي دما المستضعفين في العروق ، ويثور أهل فلسطين وليتحدوا آلة الموت العسكرية الصهيونية للدفاع عن مسجدهم ، ويسقط الشهيد تلو الشهيد ليرووا بدمائهم الزكية ثرى قدس الأقداس وليعلنوا للعالم أن هذه الأرض أرضهم رغما عن أنف اليهود ومن والاهم .
 
ومن مكان بعيد يعانق مآذن القدس من الجهة الشرقية ، ومن على جبال البلقاء الأبية ومن السلط بالتحديد تنطفئ أضواء الأفراح وتقف طبول الأعراس ليعلنها سلطي حر أشم ويوقف مطاهر الاحتفال بعقد قران ولده الذي أعد له منذ زمن بعيد ليفرح به هو وأمه وإخوته وأخواته ، تلك المظاهر توقف لأجل القدس ويعلنه على الملأ أننا أمة ثكلى لما يحدث في القدس هذه الأيام ..
 
كم أعييتنا أيها السلطي الرجل وكشفت عن عجزنا نحن المتمترسين وراء أضواء حواسيبنا ، عجزت الكلمات عن وصفك ووصف رجولة موقفك ..
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد