ورقتان في السياسة والحياة

mainThumb

15-08-2017 01:18 PM

"1"
طربوش جحا والانتخابات والأرجيلة
 
برنامجي ليوم غد الذي يصادف عطلة رسمية للقيام "بواجب !" الانتخابات المركزية والبلدية يتلخص بمتابعة الأخبار عبر خليط من القنوات العربية منها الجاد والهزيل والعروبي والعميل المتصهين.. ثم استسلم بعدها لغيبوبة التماهي مع ضميري كي استخلص سلافة الأخبار الصادقة من خلال مقارنة هذا الكم الهائل من النفايات النتنة بالتي ينثرها الإعلام الصهيوني على طريق الحيرة ؛ كي نشعر إزائها بالخيبة.. 
 
بعد ذلك أجتمع مع زوجتي وحبيبتي وصديقتي نجاة على فنجان قهوة نمارس فيها أحاديث الود التي لا تخلو في مثل هذا الْيَوْمَ من النميمة البريئة على عباد الله الصالحين والطالحين والمتسلقين والمنافقين ثم ننهي الموضوع بعبارة:
 
"سيبونا من هالسيرة وخلونا بموضوع الانتخابات" وبلا ريب سأطلب حينئذ منها تجهيز ما يسر البال ويعمر المزاج المتراخي:
 
" بدنا رأس أرجيلته.. ربما يكون ذلك أفضل من هذا الموضوع الممل.. فالخامة بالنسبة لهذه الانتخابات تدل على النتيجة.. ويبدو أن حصاد هذا الموسم كسابقاته، فقط حصاد الخيبة ومحصول الوعود الذي نخر قمحها السوس" .
 
وحينما يذوب مزاجي عبر مبسم الأرجيلة وهو يزود رأسي بنكهة التفاحتين المذابة في القارورة ؛ أتخيل كيف توصد الأبواب في وجوه المنتخبين بعد إعلان النتائج وتنظيف المقار الانتخابية من فتات الولائم وبقايا لعاب الهتافين الصادحين، وكدأبهم في كل موسم انتخابي؛ لتضرب الأكف بالأكف، والأصوات تجأر عالياً متوعدة:
 
"لن ننتخبهم مرة ثانية" 
 
ليخرج ضمير كل واحد مغبون، بصوته المكبوت:
 
"هذا حصاد زرعكم يا أشاوس فلم الندم على ما جنت أياديكم" 
 
ولا شك سأخرج من غيبوبة التأمل في مجريات هذا النهر الذي يحمل الزبد إلى جرف النهاية، وكأنه شلال الخيبة الذي يتغافل صوته المدوي في حومة الوغى كل مسلوب الوعي مغبون! 
 
سأتابع بعدها تدخين الأرجيلة بمعسل الأخبار المثيرة للسخرية حول نتائج انتخابات غير متوقعة وتلاعب بالنتائج واتهام لهيئة الانتخابات بالفساد وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية في تجيير النتائج لصالح الفاسدين والمطبعين والبصيمة.. ويتخيل المواطن في أتون هذه الحرب الضروس أنه بريء"مضحك، أليس كذلك! لا تلبسونا طربوش جحا ثم تطالبون الجماهير بالامتناع عن الضحك عبر مواقع التواصل الاجتماعي!!
 
"2"
 
ابن فلاح وافتخر
 
وأكذوبة السادة والعبيد
 
أهل البلاد (أي بلدة فلسطينية) قبل النكبة كانوا محترمين لا سيد بينهم ولا تابع ذليل، هذا صاحب حظوة سياسية وآخر كان تاجراً كبيراً أو مصلحاً بين الناس ومنهم الفلاح الطيب والشيخ الفاضل والمقاوم الذي يحمل روحه على كفه، حتى الجواسيس والعملاء كان من المحتمل وجودهم؛ فلا يوجد أسياد وعبيد في البلد إلا في العقول (.....!) التي اتعبها الانتظار؛ ولكن السيد عندي هو كل من قاتل العصابات الصهيونية بسلاحه فقضى شهيداً أو ينتظر.
 
والسؤال هو أين كان أسياد!!!!!؟ البلاد إذا كانوا حقيقة موجودة سواء كانوا من كبار المحظيين والتجار ووجهاء العشائر والمتنفذين والمناضلين حينما ضاعت فلسطين!؟
 
ولكن ما دمنا نعي كيف حصلت النكبة التي يقف وراءها الإجرام الصهيوني والتواطؤ الأممي فإنه يستلزم منا أيضاً عدم ترديد شعارات عصبية زائفة تصنف أبناء القرى المحتلة قبل النكبة بسادة وعبيد!!!!،، هذا يتنافى مع العقل ويثير الفتن.. ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه.
......
بكر السباتين
 
حفيد مزارع وراعي 
 
عشق تراب وطنه فقضى شهيداً
 
فهو وأمثاله عندي أسياد المشهد وتيجان على الرؤوس.. ورحم الله كل من كبر بأخلاقه ومواقفه الوطنية في كل تداعيات نكبة فلسطين


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد