يوميات وجدانية ..

mainThumb

20-09-2017 02:33 PM

غيث وسر ي حين يحلقان
 
منذ صغرهما، تعود ابناي الوحيدان (غيث وسري) على مناقشتي بموضوعية في جميع القضايا بهدوء وأدب جم، وعدم تبني أفكاري لمجرد أنني أبوهما؛ إذا ما تعارضت مع وجهات نظرهما من باب الاختلاف المشروع، وكنت أبتهج أكثر كلما واجهاني بأفكارهما الشبابية المدهشة فأنام بعدها قرير العين، لأنهما تربيا على سياسة التحليق دون أن يتبعا القطيع إلى فردوس المزرعة والعيش كالخيول الملجمة.. 
 
ابني سري مؤسس مبادرة قدها وقدود بالأمس أبدى بعض ملاحظاته الخلافية حول موضوع سياسي كنت قد كتبت عنه مؤخراً، وقد عزز موقفه بالبراهين الموضوعية المدهشة، فقلت له؛" هذا رأيك وهو محل تقديري" بعد أن استمعت إليه كصديق حقيقي، ثم شربنا قهوتنا المنكهة بروح الانسجام، وتجاذبنا أطراف الحديث وضحكنا معاً، ثم نمنا على اختلاف بريء وجميل.
 
ومثل هذه المواقف كانت تحدث أيضاً مع ابني الأكبر غيث، فالطيور المحلقة بوسعها مراقبة ما لا يراه القطيع، وتستنهض أفكارها حركة الكواكب في السماء خلافاً للأجراس المعلقة على رقاب الحملان المنقادة إلى مسلخ الحياة في عالم الرياء الذي لا يرحم المنبطحين..
 
***
الشيطان في التفاصيل
 
ما دام الشيطان في التفاصيل فلا تقتربوا من طاولة الحوار إلا وهو محبوس في قارورة الانتباه حتى لا يطلق ثعابينه على نقاط التلاقي فيسمم عبير المحبة ولو بتنا على خلاف..
***
جوهر التاريخ
 
التاريخ ليس حدثاً عابراً على رقعة الشطرنج ولا الشعوب الحرة بيادق تحركها أنامل المستبدين ما دامت الحرية تتصدر المواجهة والضمائر الحية تمتطي خيول الحق وتصهل بحقوق الإنسان، التاريخ واقع حي متخم بالدروس والعبر.
 
***
الكتاب والسوق
 
السوق لا يقرأ الشعر ولا الرواية؛ بل يتاجر بالكتب من باب الترزق الأعمى.. السوق لا يقرأ نسب القراء؛ بل يُدخِلُ المتلقين في حسابات الجدوى لاقتصادية القائمة على الربح والخسارة.. لذلك يخسر المبدعون تجارتهم أحياناً!
بكر السباتين
 
***
حكمة النمل
 
دورة التلاقي بين النملة والإنسان في البناء والعمل.. واقع سيفرض نفسه على الإنسان في المستقبل الذي تتحاذفه المصائب


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد