عمان – السوسنة – جمانة صوان :
التعريف:
هم الأطفال الّذين يعانون من اضطرابات أساسية في عمليات التعلّم تتمثل باضطرابات في تطوّر اللّغة و الكلام و القراءة و ما يرتبط بها من مهارات التواصل ،و صعوبات في الإدراك، و التّخيّل ،و الذاكرة والانتباه ،و أحيانا في الوظيفة الحركيّة .
انتشار صعوبات التعلّم :
تختلف نسبة صعوبات التعلّم من دراسة لأخرى ؛وذلك بسبب التباين في تعريفات صعوبة التعلّم .
لكنّ نسبة الأطفال ذوي صعوبات التعلّم تتضاعف مع مرور الزمن ، فقد ازدادت النسبة إلى 22% خلال الربع الأخير من القرن العشرين .
أسباب صعوبات التعلّم :
العوامل الجينية (البيولوجية و الوراثية)
هناك من يعزو سبب بعض أنواع صعوبات التعلّم إلى الوراثة ، و بيّن آخرون وجود علاقة بين تلف الدماغ و بعض أنواع من صعوبات التعلّم ، فيما جعل جريشويند ((Greschwind,1985 خلل الهرمونات سببا في صعوبات التعلّم .
الأسباب العضوية و العصبية
تشير الدّراسات الّتي أجريت على الجهاز العصبيّ إلى أنّ ضعف نشاط المنطقة اليسرى السفلى من الدماغ هي السبب في صعوبة التعرّف على الكلمات و اللغة و الكلام .
و أنّ اختلال دماغ الطفل و لا سيما في جهاز الإدراك، و اضطراب الجهاز العصبي ،و الاضطرابات في العمل الحركيّ هي أسباب لصعوبات التعلّم .
العوامل البيئية
قد تكون العوامل البيئيّة عوامل مساعدة لحدوث صعوبات التعلّم ، فالتعرّض للحرمان من الخبرات التّعليميّة و سوء التغذية عوامل مؤثرة للغاية في حدوث صعوبات التعلّم.
وقد تكون بعض الحوادث في عملية الولادة سببا في صعوبات التعلّم إذا ما أصابت النخاع الشوكي و الدماغ .
كما أنّ التعرّض لمواد كيماوية و سامة في عمر مبكرة له دور في ظهور صعوبات التعلّم .
العوامل التربوية
قد لا تلائم المواد التعليمية قدرات الطالب ، أو قد تكون البيئة الدراسية مزدحمة ، أو قد يعود السبب في نقص الإعداد الجيّد للمعلّمين في التعامل مع الفروق الفرديّة.
خصائص الأطفال ذوي صعوبات التعلّم .
تتّسم علاقات الطفل بالضعف غالبا ، فعلاقته بأقرانه سيئة، و يصعب عليه تشكيل الصداقات ، و غالبا ما ينقاد بسهولة لزملائه وأقرانه ، لذلك فإنّ أحكامه الاجتماعية سيئة ، و يعاني من الإحباط ، ولا يقدّر ذاته أو يحترمها .
كما يكون بطيئا في إنجاز العمل الموكل إليه ،و يصعب عليه إنجاز الأعمال الّتي تتطلّب التّنظيم و التّسلسل ، و لا يستطيع اتّباع التعليمات ، و من الصعب عليه اتّخاذ القرارات .
تشخيص صعوبات التعلّم
في البداية على المعلم و الوالدين تقييم الحالة ، فهما الأقرب إليه ، و يستطيعان مراقبة سلوكه و تطوره ، و تحصيله الأكاديمي ، فيما بعد يقيّم المرشد النفسي و الأخصائي الاجتماعي الحالة ، و يخضع الطفل لاختبارات خاصّة معيارية في تحديد نوع صعوبة التعلّم و تشخيص الحالة .
ومن هذه الاختبارات :
-اختبارات التّحصيل المقننة : إذ تعطي هذه الاختبارات مؤشرات إجمالية حول نقاط الضعف ، ومن هذه الاختبارات :اختبار مونرو لتشخيص القراءة ، و مقياس ساباش ،و اختبار جراي للقراءة الشفهية .
-الاختبارات العملية : و هذا النوع للتعرف على العمليات الإدراكية و اللغوية التي يعاني منها الطفل، ومن هذه الاختبارات : اختبار القدرات اللغوية النفسية ، و اختبار ماريان فروستج التطوري للإدراك البصري ؛ لتقييم النواحي البصرية المهمة للقراءة .
-مقاييس القراءة غير الرسمية :يقوم بها المعلم ، و يعرض على الطالب فقرات متدرجة في الصعوبة ، و يراقب أخطاء الطالب و يحددها .
-اختبارات الذكاء:و هي من أهم الاختبارات في تحديد صعوبات التعلّم ، و مستوى ذكاء أطفال صعوبات التعلّم مساوٍ لذكاء الأطفال العاديين ، فإن كان الطفل مع ذلك يعاني من ضعف أكاديمي فيمكن الحكم عليه بأنّه يعاني من صعوبة التعلّم.
-اختبارات التكيّف الاجتماعيّ : وأهم هذه الاختبارات اختبار فينلاند للنضج الاجتماعي ، الّذي يكشف عن مستوى تكيّف الطفل اجتماعيا.
-الاختبارات النفسية العصبية : من مثل:اختبار بيرسيبتوال الحسيّ ، وهو اختبار لحاسة اللمس و السمع و البصر .
واختبار تقييم الذاكرة ، واختبار هوبكنز للتعلّم الشفوي .
و يضاف إلى كلّ هذه الاختبارات المقابلة التّشخيصيّة الشّاملة ، الّتي يشترك فيها جميع الأفراد الّذين لهم علاقة بالطفل .
ولا بدّ بعد ذلك من صياغة خطة لعلاج نوع الصعوبة التّعليميّة ، والحدّ من تفاقهما .و بالتأكيد فإنّ الكشف المبكر مهم جدا و له تأثيرات إيجابيّة في الحالة .