السوسنة – ميمونة المشاعلة - من بين كل اربع سيدات تعاني ثلاثة منهن أعراضا متعلقة بغثيان الحمل الذي عادة ما يحدث في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ، وعلى الرغم من أن الشعور بالغثيان في المعدة غالبا ما يبدأ عندما تشرق الشمس ، فإنه يمكن حدوثه أيضا في اي وقت من النهار او الليل . وتبدأ هذه الأعراض عادة في بداية الاسبوع السادس من الحمل على الاغلب ، وتسبب عادة حساسية مفرطة تجاه العديد من الروائح والأطعمة . إلا أن هذه الأعراض عادة ما تبدأ بالاختفاء بعد الاسبوع الثاني عشر او الرابع عشر عند معظم النساء الحوامل ، وهذه الأعراض وان كانت تسبب الضيق للمرأة الحامل الا انها لا تؤثر ابدا على صحة الجنين .
ما الذي يمكن القيام به لتخفيف غثيان الحمل في فترة الصباح ؟
لحسن الحظ وجد الباحثون والأطباء والاختصاصيون طرقا عديدة لتخفيف حدة هذه الأعراض المتعلقة بغثيان الحمل وبالتالي تقليل الألم المصاحب لها . ومن بين هذه الطرق ما يلي :
* تجنب الأطباق التي من شأنها التسبب بالغثيان :
مثل الأطعمة الحارة والحمضية خصوصا تلك التي تمتاز برائحتها القوية .
* تناول الأطعمة الصحية :
حتى وإن كان التكرار حليفها يجب الحرص على تناول كل ما هو صحي من غذاء ، وخاصة تلك التي تحتوي على معادن وعناصر غذائية مفيدة .
* اختيار الأطعمة ذات المذاق الحلو :
يجب تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات وخاصة فيتامين أ ، والبروتين . مثل الخوخ واللبن والجبن . ولا بد لنا هنا ان نتنبه إلى ضرورة اختيار الأطعمة التي لا تسبب اضطرابات في المعدة . ومن الجيد التنبه إلى أهمية تناول الخضار والفواكه الغنية بالمعادن الضرورية .
* تناول الطعام في وقت مبكر :
فالغثيان لن ينتظر مواعيد محددة ، وهو يكون ذا تأثير اكبر اذا كانت المعدة فارغة كما يكون الحال عادة بعد نوم طويل ؛ وذلك لأن الأحماض في المعدة تتناثر فيها خصوصا ان كانت فارغة وهنا ستنعدم الراحة لأن الغثيان سوف يباغتك بالتأكيد .
* الأكل قبل النوم مباشرة :
لنفس الأسباب السابقة لضرورة الأكل في الصباح الباكر ، يجب تناول وجبة خفيفة غنية بالبروتين والكربوهيدرات ( مثل قطعة من الخبز المصنوع من القمح ، او كأس من الحليب ، أو قطعة من الجبن ، أو مجموعة من الفواكه المجففة ) قبل الذهاب للنوم مباشرة ؛ وذلك للتأكد من أن المعدة لن تسبب اي غثيان او آلام عند الاستيقاظ صباحا .
* الأكل ضمن وجبات متعددة :
الفكرة هنا ان تبقى المعدة ممتلئة بشكل متوازن طوال الوقت ( مع الحرص على عدم ملئها بشكل زائد ، ولا تركها فارغة بشكل كامل ) . ومن المهم تناول ست وجبات صغيرة خلال اليوم بدلا من ثلاث وجبات كبيرة ودسمة ، ومرة أخرى نذكر أن المعدة اذا كانت فارغة فهي أكثر عرضة للغثيان ، بالإضافة إلى أن الوجبات الصغيرة أسهل في التعامل مع العديد من الأمراض المفاجئة كالسكتة القلبية وغيرها . ويجب الحرص على عدم ترك المنزل فارغا من الوجبات الصحية الخفيفة التي يمكن للمعدة تحملها ( مثل : الفواكه المجففة والمكسرات وحبوب القمح وغيرها ) .
* تناول الطعام بصورة جيدة :
يجب ان يحتوي غذاء الحامل على نسبة عالية من البروتين والكربوهيدرات ، فهو مساعد جيد ضد الغثيان ، إضافة لما له من فائدة للطفل . مع الحرص على تجنب الأطعمة السريعة ، فهي صعبة الهضم وتعمل على زيادة الغثيان .
* التنويع في الأطعمة :
في الغالب قد يسبب الاعتياد على نوع واحد من الأطعمة الملل منه ، ولهذا عند الشعور بالملل من نوع معين من الغذاء يستحسن تغييره لنوع اخر مفيد للمعدة .
* تناول كميات كافية من السوائل :
يعتبر تناول السوائل بكميات مناسبة وبخاصة الماء أمرا ضروريا للمرأة الحامل ، حتى لا يتسبب الجفاف بأضرار بالغة . ويجب التنويه إلى أن المرأة قد تجد صعوبة في تناول السوائل أثناء تناول الطعام ، وفي هذه الحالة لا ضير من تناول السوائل بعد الانتهاء من تناول الطعام وبين الوجبات المتعددة .
* الابتعاد عن الروائح الكريهة :
لبعض النساء الحوامل حساسية مفرطة تجاه الروائح المختلفة ، وهذا يعمل على زيادة الغثيان لديهن وبخاصة إذا وجدن هذه الرائحة او تلك كريهة نوعا ما ؛ لذلك يستحسن الابتعاد عن الروائح التي تسبب الازعاج للمعدة سواء كانت رائحة طعام معين كالبيض او الدجاج ، أو رائحة لعطر معين تجده المرأة الحامل مثيرا أعصابها ومعدتها على حد سواء .
* تناول المكملات والمساعدات الغذائية :
يجب العناية بتناول الفيتامينات الضرورية والمعادن الهامة مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم وفيتامين أ و بي12 و بي6 والحديد وغيرها مما يحتاجه الجسم ولم يتمكن من الحصول عليها عن طريق الغذاء بشكل كاف . وتستطيع المرأة الحامل تناولها مع وجبة ما .
* اعتبار الزنجبيل عنصرا هاما لخفض نسبة حدوث الغثيان :
صحيح ما كانت تخبرنا به النساء في القديم ، فالزنجبيل فعلا يعد من أهم الوسائل التي اظهرتها الدراسات الحديثة كحل فعال لخفض نسبة الغثيان لدى المرأة الحامل ؛ لهذا يجب على كل امرأة حامل ان تحتفظ بهذا العنصر الغذائي كجزء أساسي لا يتجزأ من نظامها الغذائي .
* عند الشعور بالغثيان تبدو الحاجة لصنع عصير الليمون هامة جدا :
فالليمون يعتبر مهدئا جيدا لحالات الغثيان ، وينصح به بشدة في الحالات الشديدة والخفيفة على حد سواء .
* الالتزام بالراحة وعدم التوتر :
وقد يتم ذلك عن طريق ممارسة التمارين الرياضية المخففة لحدة التوتر وتمارين اليوغا لفترات زمنية محددة كل يوم او كل ليلة ، مع مراعاة عدم النهوض من السرير عند الاستيقاظ من النوم مباشرة ، بل يجب أخذ وقت قصير حتى تتمكن أجهزة الجسم المختلفة ومن بينها المعدة من الاستيقاظ بدورها بشكل سليم وصحي .
* تجربة بدائل طبية مختلفة :
هناك العديد من الوسائل الطبية المختلفة التي تساعد على خفض نسبة حدوث الغثيان لدى المرأة الحامل وخاصة في فترات الصباح الباكر .
* الاعتناء بصحة الفم والأسنان :
ويتم ذلك عادة باستخدام المعجون وفرشاة الاسنان واستخدام مطهرات الفم المتنوعة ، مما يساعد المعدة في الاستقرار وعدم التخبط بعد كل وجبة ( ولا بد هنا من استشارة طبيب الأسنان ) ولا يقتصر هذا الأمر على المساعدة في حفظ الفم منتعشا ، بل ويساعد على حماية الأسنان من التلف وانتشار البكتيريا التي قد تنتقل بدورها إلى المعدة مسببة بذلك أمراض عدة إضافة إلى الغثيان الصباحي .
* الالتزام بالفحص الدوري لدى الطبيب المختص :
اذا اشتد الغثيان الصباحي حدة ، يجب الذهاب إلى الطبيب المختص حتى يتبين السبب الكامن وراء حدة هذه الأعراض ، فيسهل بالتالي التعامل معها ووصف العلاج الملائم والآمن للمرأة الحامل تبعا لذلك ، علما بأنه من المهم عدم تناول اي دواء علاجي دون استشارة مسبقة من الطبيب المختص . غثيان الحمل .. كيفية التعامل معه ..