خطر الذكاء الاصطناعي على البشر ووظائفهم

mainThumb

13-02-2018 09:42 AM

السوسنة - حياة حجاب - يعد الذكاء الاصطناعي هو لغة العصر الحالي والمستقبل القادم، ورغم عدم تطوره الكامل فقد دخل إلى شتى مجالات الحياة اليومية سواء على صعيد البرامج الإلكترونية، أو تنفيذ المهام البسيطة والصعبة، ودخوله عالم الروبوتات التي زادت المخاوف حول موضوع استبدالها بالبشر في مجال الأعمال، مما قد يرفع معدلات البطالة عالميا، وهذا ما يشكل مخاوف كبيرة في نفوس الأفراد والمؤسسات المعنية، فلماذا أصلا وصل بنا الحال إلى هذا الذعر؟.

بداية قد نتطرق إلى موضوع انعدام الأخلاقيات عند صانعي ومطوري هذه التكنولوجيا، فجاءت هذه التقنية والتكنولوجيا في المرتبة الأولى لراحة وسعادة البشر، وليس للقضاء على الوظائف التي يستعيش منها الأفراد والعائلا، فبات صناع التكنولوجيا مليئين بالجشع وما يهمهم بالمرتبة الأولى الربح المادي فقط، ويعملون حاليا على زيادة التطور حتى نصل لمرحلة الاستبدال بالبشر.

إقرأ أيضا: مواصفات خيالية لحاسوب ACER الشخصي

ومن هنا تأتي أدوار الجهات والمؤسسات العالمية التي يجب عليها ضبط عملية دخول الآلات والروبوتات إلى حياة البشر، حتى لا نصل يوما إلى مرحلة يفقد بها البشر كرامتهم أمام الآلة.

أما في حال عدم تحرك هذه الجهات فقد يدخل العالم حينها في ثورة صناعية رابعة ناتجة عن الذكاء الاصطناعي، بعد ثورة البخار، والكهرباء، والثورة الرقمية.

أما ما يساهم في عملية استبدال الآلة بالبشر:

أولا: ارتفاع أجور العاملين مقابلة بالآلات

إقرأ أيضا: ادمان الوجوه التعبيرية في الدردشات

بالنظر إلى مجموع أجور العاملين، نرى أن تكلفة شراء معدات وروبوتات، هو عمليا أجدى للمؤسسات من حيث تقليل سعر المنتج، ورفع نسبة الأرباح، ولا يحتاج الذكاء الاصطناعي سوى طاقة ليعمل وينتج دون توقف، عكس البشر الذين يحتاجون فترات راحة وإجازات، ويطالبون بزيادة المرتبات. 

ولا وجه للمقارنة بين الصيانة التي يحتاجها الروبوت والذكاء الاصطناعي على فترات متباعدة، وبين الراتب الشهري لموظفي المؤسسة. 

ثانيا: يعد الذكاء الاصطناعي أعلى كفاءة في ضغط العمل، والأعمال الصعبة

إذ لا يستطيع البشر أن يعرضوا حياتهم للخطر في بعض الأعمال التي تحتاج مجهود عالٍ، أو في التعامل مع الأشياء الخطرة، او درجات الحرارة العالية مثلا،  وهنا نجد الحل سريعا بتواجد الذكاء الاصطناعي. 

ثالثا: ما بعد الوظيفة، وما يترتب عليها

نظرا لانتشار مؤسسات تعنى بحقوق العمال والنقابات، فإن الشركات تضطر لتأمين الموظفين صحيا، وصرف رواتب تقاعدية لكبار السن، إلا أن الروبوت بمجرد انتهاء صلاحيته أو خرابه يمكن استبداله ودون تكلفه طائلة على الشركة.

تقسم مستويات الوظائف في الشركات إلى ثلاثة أقسام: قسم الإدارة وأصحاب القرار، وقسم المكاتب والعمال المنتجين والمتحكمين بالآلات، وقسم عمال التنظيف.

إقرأ أيضا: تطبيق لاستخدام الهاتف بيد واحدة

وفي حال غزو الذكاء الاصطناعي عالم الصناعة والتجارة والزراعة، فسيحل الذكاء الاصطناعي محل القسم الثاني في الشركات، هو القسم الأكبر عددا مما سيقلل حجم الوظائف، بالتالي ستنحصر الوظائف في قسم الإدارة الذي يتطلب شهادات دراسية عليا وتدريب وذكاء ومهارات عالية، وقسم عمال النظافة الذين سيزداد عددهم وستقل رواتبهم، نظرا لأعدادهم حينها.

ما أكثر الفئات ضررا من استحواذ الذكاء الاصطناعي على الوظائف هم: 

النساء، الرجال ذوي البشرة السمراء، الأشخاص الذين لم يكملوا تعليمهم، العمال في المدن الصناعية أكثر من النائية.

نحن لا ننكر أنه دائما بمحصلة الثورات الصناعية تكون النتائج الإيجابية في صالح البشر، وقد يوفر الذكاء الاصطناعي حياه أكثر رفاهية، وفرص جديدة للعمل على مدى بعيد، ولكن ما علينا اليوم هو أن نكون أكثر حذرا ومسؤولية، خاصة أولئك المنظمات المسؤولة عن هذا الموضوع، ليتم توفير فرص عمل للجميع وليس للقلة المحظوظة التي تتمتع بذكاء يفوق الآلة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد