التغير المناخي وواقع الحال في الأردن

mainThumb

12-11-2018 09:36 AM

منذ سنوات ليست بالقليلة ونحن نسمع ونقرأ عن الظاهرة المناخية الجديدة التي إقتحمت العالم وحملت معها تغيرات كبيرة،وهي ما تسمى بظاهرة التغير المناخي،وقد إنشغل العالم بها لما لها من تأثيرات سلبية وجب الإستعداد لها ومواجهتها للخروج منها بأقل الخسائر،ولا ننسى أن الأردن وقّع على معاهدات دولية بهذا الخصوص،وبالتالي فإن المسؤولين الأردنيين يتوجب عليهم معرفة ما توقع عليه الحكومة مع العالم على الأقل.
 
لكن واقع الحال على ما يبدو في الأردن يشي بغير ذلك،بمعنى أن المسؤولين الأردنيين لا يعرفون ما توقع عليهم الحكومة مع العالم بخصوص الظواهر والقضايا التي تؤثر سلبا او إيجابا على البلد،ويقيني لو انهم قرأوا ما وقعت الحكومة عليه ،أو كلفوا مستشاريهم الإعلاميين الذين يسقطون عليهم ب"البراشوت"، ان يعدوا لهم دراسات معنية بالتغير المناخي ،لما وقعنا في الفخ ،وفقدنا شهداء من أول "شتوة".
 
التغير المناخي يعني وقوح تحول في المناخ ،أي أن درجات الحرارة والبرودة تتعرض لتقلبات ،كما أن الأمطار تختلف من منطقة إلى أخرى ،وان هناك هطلا كبيرا ستشهده مناطق بعينها ،في حين ان مناطق اخرى ستعاني من شح في الأمطار،ولنا في جزيرة العرب خير مثال إذ انها ومنذ سنوات عديدة ، تشهد هطلا مهولا للأمطار وصل في حالات عديدة إلى تساقط ثلوج وبرد بحجم كبير ،وأذكّر بالحديث الذي يقول"لن تقوم الساعة إلا بعودة الجزيرة خضراء".
 
لن أتحدث عما عانى منه الأردن مؤخرا بسبب التغير المناخي سواء في منطقة البحر الميت أو الجنوب ،فكل ما حدث عبارة عن تجسيد حي للنقص المعرفي لدى الجهات المعنية المختصة،وفي المقدمة الأرصاد الجوية التي تتوفر فيها أجهزة حديثة ،لكن الأمر على ما يبدو يفتقر لمن يشغلها ويستفيد منها ،كما يفعل الإحتلال.
 
لقد "بقّ"المواطنون المنكوبون في الجنوب الحصوة ،وصبوا جام غضبهم على الحكومات ومجالس النواب ،وقالوا كلاما بعضه يقال والبعض الآخر لا يقال ،لأن العالم أصبح قرية صغيرة ،ولذلك بتنا مفضوحين أمام العالم وخاصة المانحين الذين يصبون علينا من خيراتهم ،لكننا وعلى ما يبدو لا نستغل المساعدات كما يجب، وقد وضع المواطنون المنكوبون الإصبع على الجرح بإتهامهم بعض  الوزارء والنواب بالعمل في مجال المقاولات ،وكأن لسان حالهم يقلو"إمارة وتجارة لا يجوز.
 
قضية أخرى تندرج ضمن نطاق المعرفة،وعليه أكرر أنه في حال كان المسؤول معرفيا أو لديه نطاق معرفي ،فإنه سيخفف من الصدمات إلى الصفر ربما ،فنحن لدينا منحدرات وأودية ضيقة ،وباالتالي فإن إنحدار المياه سيكون سريعا وقويا ومدمرا،وفي هذه الحالة  فإن الحل يكمن في إقامة سدود متدرجة تحبس المياه  أولا ،وتخفف من الخسائر ثانيا ،وتوفر لنا مياه الشرب والري ثالثا ،كما أن المعرفة تحضنا على حفر آبار لجمع مياه الأمطار ،فلدينا مساحات شاسعة ،لكننا نفتقد لمن ينفذ ما يرد في كتب التكليف السامي أو أوراق جلالة الملك النقاشية التي تحض على الأداء الجيد،رغم أننا نرى الكثيرين ممن يتصدون للكتابة عنها علّ وعسى......
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد