قصة بطل

mainThumb

23-01-2019 10:58 AM

توقفت الحافلة بنا فجأة ...وللذين كانوا يتابعون حركة الطريق الصحراوي شاهدوا سيارة جيب عسكرية تتوقف هي أيضا ، وفي لحظات دخل باب الحافلة الخلفي ملازم يرتدي بزته الرسمية .. كان شابا في عنفوان شبابه ، صارم النظرة ولكن كان عليه أن يبتسم وهو يعلن للسائق ولجمهور المسافرين في الحافلة أن الوضع خطير وأن طائرة عدوة مقاتلة كانت تلاحق سيارة الجيب العسكرية فكان لا بد أن يضللها وقد أمر سائق السيارة الجيب بالإبتعاد قبل أن يتركها لحال سبيلها وينجو ينفسه .. قال ما قال وبدأ الركاب  بالحديث المتسارع فيما بينهم ........
قالت فتاة تضع على عينيها نظارات شمسية لجارتها :
- إننا في مأزق
قال شاب خريج حديثا لجاره العجوز : لو أنكم قاتلتم كما يقاتلون الآن ..قال العجوز بسخرية : قاتلنا بالعصي
كان الملآزم زائغ النظرات قلت له وقد جلس إلى جانبي :
أظنكم تتعرضون لغارة جوّية الآن؟
قال بأمل :
عادة لا ينالون منّا
عادت الطائرة المطاردة تحلق أمام وفوق وخلف الحافلة ..صارت الآن على ارتفاع منخفض
قال أحد المسافرين : سيقصفوننا قف أيها السائق
قال السائق بعصبية : وأين ستذهبون ؟ المنطقة مكشوفة تماما سيصطادكم فردا فردا .
وقف الملازم الآن وقال للسائق :
- قف .. أعرف أنه يريدني أنا يبدو أنني لم أستطع أن أضللهم.
وتوقف السائق إلى جانب الطريق وعلى مدّ البصر كانت حقول القمح قد حصدت منذ زمن يسير وبانت الأرض كما لو كانت بساطا بنيّ اللون موشّى بالقصب قلت للملآزم :
ولكنه سيصطادك بسهولة فأجابني وقد دفع صدره للأمام :
خير من أن يصطادكم..
 
عاودت الطائرة التحليق فوق الحافلة صرخ الملآزم آمرا : افتح الباب فأذعن السائق وفتح الباب فترجل الملازم من الحافلة ..وما أن سار بضع خطوات حتى ظهرت الطائرة مرّة أخرى قريبة جدا من الأرض حتى كادت تلامس سطح الحافلة ، ارتسم الرعب الآن على جميع وجوه من في الحافلة وانقسموا كالعادة إلى قسمين : قسم أخذ يطالب بفتح الباب ليخرج في الهواء الطلق كي يموت واقفا وقسم آخر أخذ يحث السائق على متابعة السير .. والسائق واضع وجهه وراحتيه على مقود الحافلة ,,ابتعد الملازم الآن وكان يسير بشموخ وباعتداد والحافلة لا تزال واقفة وكان يتابع السير قطع المرج الآن والطائرة تتقلب في الجو والحافلة لا تزال واقفة مرت دقائق ثقيلة  اختفت في اثنائها الطائرة والحافلة لا تزال تنتظر ..مرت نصف ساعة .. وحين لم يعد الملآزم بدأت الحافلة في التحرك ببطء بالغ .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد