انتهاء دراسة وترجمة نقش إغريقي في المفرق

mainThumb

07-11-2019 12:53 PM

السوسنة - انتهت دراسة وترجمة نقش إغريقي هام يعود للعام 312م،عثر عليه في بلدة الدفيانة في محافظة المفرق.

 
وقال مكتشف النقش مدير مديرية آثار المفرق السابق الباحث الدكتور عبدالقادر الحصان،إن النقش يذكر أن صاحبه مات بعيدًا عن وطنه في خدمته للإمبراطور الروماني في منطقة البحر الأسود في تركيا الحالية ونقل جثمانه إلى بلدة الدفيانة مسقط رأسه من قبل خادمه الخاص المرافق له.
 
 
وتحدث الحصان عن قصة النقش الأثري والذي تم العثور عليه في جنوب غرب بلدة الدفيانة ضمن مقبرة جماعية عبارة عن غرفة مربعة الشكل طول ضلعها خمسة امتار خارج الموقع الأثري وعلى بعد خمسين مترًا منه،والكتابة اليونانية القديمة منحوتة على الحجر الطويل والذي هو عبارة عن نصيبة القبر الخاص بالميت بطول 170سم ومكون من تسعة أسطر واطوال أحرفه تتراوح مابين:7-10سم وتذكر التالي:(أول من دفن هنا بينوس إبن جرمانوس حاكم الولاية، وقد مات في منطقة ديوس بونتوس وحمل جثمانة الى وطنه من قبل خادمه الخاص سيسينيوس في سنة 207، وقد كانت سنوات عمره أثنين وعشرين سنة).
 
وأكد الحصان أن هذا النقش الفريد يعطينا معلومات هامة وجديدة عن تاريخ الاستقرار وعادات الدفن في القسم الجنوبي من حوران ( البادية الشمالية الشرقية )من الولاية العربية والتي أسست في العام 106م تحت سيطرة الامبرطورية الرومانية الشرقية وذلك في العام 312-313م وهو تاريخ المقبرة والدفن.
وقال:» تجدر الإشارة هنا أن هذا النقش الأثري يذكرنا بتأسيس مقبرة جماعية من قبل الضابط الروماني صغير السن والذي كان يخدم في الجيش الروماني والذي توفي بشكل مفاجىء في منطقة بونطس- البحر الأسود القريبة من طرابزون عن عمر يناهز 22 سنة وكان مرافقًا للإمبراطور الروماني في تلك المنطقة البعيدة، فقد أعيد جسده بعد موته من قبل خادمه الخاص سيسينيوسالى وطنه ومسقط رأسه الدفيانة».
 
وهذا النقش، وفق الحصان بحق واحد من النقوش الرومانية النادرة والهامة جدًا والتي تحمل لنا كتابة تصويرية تشير إلى ذيوسبونتوس وهي ولاية بالقرب من البحر الأسود، وتؤكد لنا ايضًا أن الدفيانة تتبع مقاطعة بصرى الشام مركز الولاية العربية، وهي تركز على دور عذه المنطقة كتجمع تجنيدي للجيش الروماني وإدارته على السواء.
و أشار إلى أن استخدام التأريخ الزمني للولاية العربية والتي بدأ التاريخ بها في الثاني والعشرين من شهر آذار من العام 106م ن وهو التاريخ الذي سقطت به المملكة النبطية ووقوع النطقة تحت الحكم الروماني حتى العام 635م.
 
ويذكر الحصان أن الشاب الضابط كان في الامبراطور في الأناضول الحالية عند موته عن عمر صغير لا يتجاوز 22 سنة وهو إبن حاكم الولاية العربية جرمانوس مما يؤكد لنا أهمية بلدة الدفيانة خاصة وحوران عمومًا،لافتًا إلى أن وضع النقش ضمن المجموعة الكاملة للنقوش المتنوعة التي عثر عليها سابقًا في متحف آثار المفرق.
 
وأوضح أن موقع آثار الدفيانة يقع ضمن البلدة وتحيط به من كل جانب وهو بوسطها والموقع كاملًا مستملك لخزينة الدولة - مخصص للسياحة والآثار، وتبعد بلدة الدفيانه عن المفرق مسافة تقدر ب 45كم على الطريق الداخلي الأثري الذي دشنه الأنباط ووجدده الإمبراطور ذيوكلتيانوس في العام 287م، ويضم الموقع المتكامل بين ثناياه الكثير من تراكم الحضارات المتعاقبة عبر رحلة التاريخ منذ العصور البرونزية المبكرة وحتى العصور الكلاسيكية: النبطية، الثمودية، الرومانية، البيزنطية وصولًا للحضارة العربية الإسلامية وخاصة الأموية منها، مشيرًا إلى أن الموقع دمر بزلزال عام 749م وأعيد استخدامه في العصور الأيوبية–المملوكية والعثمانية وصولًا للإستقرار النهائي في بداية القرن العشرين من قبل عشيرة العيسى البدوية الأصيلة.(الرأي)
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد