الغازي كوفيد الماكر

mainThumb

03-04-2020 10:38 PM

هل كوفيد سلالة واحدة؟ فإن كان... فهو متقلب، متسارع، مخادع، يختار الطريقة التي ينتقل بها، وبالتالي عدد الإصابات، والأعراض التي تفصح عنه، وبالتالي تشخيص الحالات، والمضاعفات التي يسببها، وبالتالي نسب الوفيات وحالات الشفاء منه، وبالتالي يختلف من قارة لأخرى، ومن دولة لأخرى، بل من مدينة لأخرى.

أم هو يتكاثر بسلالات مختلفة؟ تختلف من مكان إلى آخر، فيختلف معها طرق انتقاله، وأعراضه، ومضاعفاته، كقبيلة توالدت وتكاثرت أفخاذا، ليشكل كل منها قبيلة تختلف في صفاتها ومعاملتها من حيث؛ الشدة والضعف، والمكر والبساطة، والغموض والشفافية.

في الأمس هو ينتقل عبر الرذاذ المتطاير من عطسة أو سعال، ثم ربما هو يبقى معلقا في الهواء فينتقل بواسطته، بل يختار طريق الفم والبراز لينتقل، واليوم ربما ينتقل عبر الكلام من المصاب للسليم، لا ينتقل من الحيوانات الداجنة للإنسان، بل هناك اشارات لينتقل من القطط للإنسان.

فترة حضانته من 2-14 يوم، بل يمتد إلى 24 أو ربما 28 يوم، لتظهر الأعراض على المصاب، البعض لا تظهر عليه أعراض أصلا، ولكن يبقى مصدرا للعدوى، الذي يشفى منه يأخذ مناعة ضده، ولكن هناك حالات ظهرت عليها الأعراض والإصابة من جديد بعد الشفاء، إصابة جديدة أم عودة لنشاط الفيروس الموجود أصلا؟ لا أحد يعرف!.


البعض يستجيب لبعض العلاجات المجربة، وآخرون لا يبدون أي تحسن، فهل سينطبق ذلك على اللقاح إذا تم تصنيعه مستقلا؟ نتمى أن يكون ذلك ضربا من الهواجس والظنون.

انفلت من عقاله، ويكأنه دُك ردم يأجوج ومأجوج، فأنطلق هائجا كالإعصار، ضاربا هناك، ومارا بالقرب من هنا، منفلتا متوحشا في مكان، و منضبطا متراجعا في مناطق أخرى، وفي كل يوم يظهر له سلوك جديد، ووجوه متعددة، وحقائق بعضها ثابت، وأخرى تتغير بين الفينة والأخرى.

هذا الطارىء الجديد، ما يزال قيد الدراسة والبحث، متى سيضمحل؟ وهل سيعود ضاربا من جديد؟ هل سيُكتشف له علاج؟ أو يُصنع له لقاح؟ أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات، وإلى حين الوصول إليها يبقى الحل الوحيد هو درهم وقاية خير من قنطار علاج، الحجر والعزل، ووسائل الوقاية والتعقيم.

نسأل الله عز وجل أن يوقف هذا الجيش الزاحف الماكر، وأن يلهمنا الصبر وحسن العمل، ويرفع البلاء، ويظهر الدواء على أيدي العلماء.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد