فن التخاطر
السوسنة - يحدث لك أحيانا أن تفكر بشخص ما ، فتجده يتصل بك ، أو تلتقي به بعد مدة ، و نطلق عادة على هذا الشيء اسم الصدفة ، فتقول للشخص الذي تتحدث معه أنك كنت تفكر فيه في وقت قريب . و الأم أحيانا تشعر بأن ابنها قد أصيب بمكروه ، وأن قلبها مقبوض فيحدث ما كانت تخشاه . و هل سبق لك أن غنيت أغنية في ذهنك ثم وجدت من إلى جانبك يغنيها بصوت مرتفع . أو كنت تريد أن تقول كلمة فيقولها زميلك . لكن كل هذه الأمور لا تحدث مصادفة .
اقرأ أيضا:أساطير القمح المومياء
هذا الشيء في علم النفس يسمى تخاطرا ، و التخاطر هو قدرة الإنسان على نقل الأفكار و المعلومات من عقله إلى عقل آخر . و استلام و إرسال الأفكار من عقل إلى آخر دون اللجوء للحواس الخمسة . و يشبهها علماء النفس بتقنية البلوتوث ، لأنه يتم فيها نقل المعلومات دون استخدام الأسلاك .
كان هذا الفن مستعملا في القديم كثيرا ، لكن مع تقدم وسائل التواصل ، و تشتت التركيز ، أصبح نادرا و لا يعرفه الكثيرون .
و التخاطر وارد في الإسلام كثيرا و من أشهر القصص حول التخاطر حادثة " يا سارية الجبل " . و هي حادثة تاريخية حدثت بين الصحابي سارية بن زنيم الكناني و عمر بن الخطاب . و قد كان سارية أحد قادة جيوش المسلمين المتجهة إلى بلاد فارس ، و بينما كانت المعركة محتدمة بين المشركين و المسلمين ، و أوشك الفرس أن يُهزموا ، حاول الفرس أن يخدعوا المسلمين بأن يتظاهروا بالهزيمة كي ينزلوا المسلمين عن الجبل ، و في هذه اللحظة سمع سارية صوت عمر بن الخطاب ينادي " يا سارية الجبل ، الجبل ، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم " فلجأ إلى الجبل . فما كانت إلا ساعة حتى انتصر المسلمين .
وفي اللحظة نفسها كان عمر بن الخطاب يخطب في المدينة بالمسلمين في يوم الجمعة ، و فجأة نادى بأعلى صوته أثناء خطبته " يا سارية الجبل الجبل ، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم ". و حين نزل عن المنبر سأله الناس عما قاله ، فقال : " و الله ما ألقيت له بالا ، شيء أتى على لساني " .
فهذه الرسالة التي أرسلها عمر بن الخطاب من المدينة إلى سارية في بلاد الفرس ، وصلت عن طريق التخاطر في نفس اللحظة .
اقرأ ايضا:أسباب قبول المرأة بالزوجة الثانية!
ما هو التفسير العلمي للتخاطر
تعددت التفسيرات للتخاطر فمنهم من عزاه إلى قدرات خارقة ، و منهم من عزاه إلى قوة التركيز . لكن العلم الحديث أثبت أن العقل يرسل بعض الإشارات الكهربائية هي المسؤولة عن نقل المعلومات من الشخص إلى الآخر و معرفة ما يفكر فيه ، و هذه الإشارات أيضا هي المسؤولة عن تشغيل الحواس الخمس في جسم الإنسان و تشغيل أعضائه . و هذه الإشارات الكهربائية تولد طاقة كهرمغناطيسية يتمكن من خلالها العقل من إرسال ما يريد إلى عقل آخر .
و من المعروف أن العقل يصدر موجات مختلفة حسب وضعيات الجسد ، ففي حالة اليقظة يصدر العقل موجات بيتا ، و في حالة الاسترخاء يرسل موجات ألفا ، أما في حالة النوم و التأمل العميق فيرسل موجات ثيتا . و التخاطر يحدث بين حالتي ألفا و ثيتا .
كيف يمارس التخاطر و ترسل رسالة ذهنية إلى أحدهم .
هناك نقطتان رئيسيتان في التخاطر هما التخيل و اليقين ، فعليك أن تكون موقنا بما تفعل ،و تعتقد به ؛ فلا تمارس التخاطر و أنت تشك بنتائجه ، لأنك في هذه الحالة لن تقطف ثماره .
و الخطوات :كالآتي
أولا: القدرة على التخاطر يمتلكها كل الأشخاص ، لكن بحاجة إلى تمرين و إيمان حقيقي بها .
ثانيا : الجلوس في مكان هادئ ، و بوضعية مريحة ، و الرأس مرفوع ، و هدوء الأعصاب ، و التخلص من كل المشتتات ، و تركيز الذهن في الرسالة التي سترسلها 100% .
ثالثا : يفضل أن تربط المرسل و المستقبل رابطة روحية ، أو أن يكون المستقبل متمرنا على التخاطر أيضا ، فهذه عوامل مساعدة على إنجاح عملية التخاطر .
ثالثا : أغمض عينيك ، و خذ شهيقا و زفيرا – التنفس العميق - ، و استرخي استرخاء تاما .
رابعا : حاول أن تتخيل ذلك الشخص - المستقبل- ، بكل ملامحه ، برائحته و عينينه ، و صوته ، حتى تكاد تظن أنه أمامك . و كرر اسم الشخص و كأنك تناديه .
خامسا : قل له الرسالة بشكل مختصر و موجز ، و باللغة الفصحى . و إن استطعت أن تكتبها على ورقة فسيكون ذلك أفضل .
سادسا : عليك أن تمارس التخاطر أكثر من مرة حتى ينجح . و لا تجلس و تنتظر الشخص أن يتواصل معك ، فهو سيتصل لاحقا ، لكن كن مؤمنا بذلك . فقد لا تصله الرسالة لانشغاله أو لأنه نائم . و قد تصله لكنه لا يريد الاتصال بك الآن ، فالأمر شبيه برسالة بريد إلكتروني ترسلها ، قد يراها المستقبل ولا يرد عليها .
أهمية التخاطر .
يساهم التخاطر في تحسين العلاقات مع الآخرين بشكل كبير ، و يجلب السعادة لنا و يساعدنا على تحقيق أهدافنا و مكاسبنا . كما يساعد التخاطر مع التمرين المستمر على معرفة أفكار الآخرين و أحاسيسهم .
و بالطبع فلكل فن و علم جانبان ، فقد يستخدم التخاطر بشكل سلبي ، يؤثر على تصرفات الآخرين و مشاعرهم دون أن يدركوا ذلك .
اقرأ أيضا:دوافع الزواج لدى المرأة
ارتفاع حصيلة عدد شهداء قطاع غزة إلى 32623 شهيدا
النضال الوطني الفلسطيني – ما أشبه اليوم بالأمس
كلية إربد الجامعية تنظم إفطارا خيريا للأيتام
اللواء المتقاعد رياض سليمان الدلابيح في ذمة الله
وزارة الاقتصاد الرقمي:سائقون بتطبيقات نقل أصحاب سوابق جرمية
حجب 24 تطبيقا ذكيا غير مرخص في الأردن
زواج أشهر توأم ملتصق في العالم .. صور
النائب أبو يحيى:حكومة الخصاونة تقمع النواب
لواء غولاني ينسحب من غزة ويتجه إلى حدود لبنان
انطلاق فعاليات رمضانيات في عمان
مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب
سترات واقية جديدة لخبراء إزالة الألغام
زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
جنوب إفريقيا:استبدال المنتجات الإسرائيلية بالأردنية
الأردن يرحب بإصدار العدل الدولية تدابير احترازية جديدة بشأن غزة
الاستهدافُ بالمُسيّرات .. يستدعي الحسم بالنار والحديد
مطلوب القبض على 23 شخصاً .. أسماء
الصبيحي يحذر من أزمة قد تعصف بالضمان الإجتماعي
مصر تستعد لقبض 60 مليار دولار دفعة واحدة
إيضاح من التربية يتعلق بامتحانات التوجيهي
الحالة الجوية من السبت حتى الإثنين
وزيرة التنمية تعزل موظفاً من الخدمة .. تفاصيل
تفاصيل مداهمة شقة بعمان تجرى داخلها تدخلات تجميلية
قرار هام لطلبة التوجيهي بخصوص الإمتحانات
مهم من الأمن العام للأردنيين .. تفاصيل
هل سيشمل العفو العام مديونية الضمان الاجتماعي
فضيحة جنسية لـعميد كلية بجامعة تهز العراق
هل إخراج زكاة الفطر مالا أم طعاما .. مفتي الأردن يجيب