باص القرية

mainThumb

21-05-2020 04:25 AM

 بعد ان تم الانتقال من استخدام الحمير والبغال والخيل والجمال كوسيلة للتنقل بين البلدات وكان راكبوها يحلون ضيوفا على اهل القرى المجاورة في طريقهم، وخاصة اذا حل الليل او اذا طالت المسافة او سالت الوديان في فصل الشتاء، وكانوا يلاقون الترحاب من القرى والبلدات واهلها في الإقامة دون معرفة مسبقة احيانا، وكان وسيلة للتعارف والتصاهر بعد تبادل الزيارات.

وخلال الاقامة الموقتة كانوا يتبادلون الأحاديث والقصص والروايات في المضافات، وتعاد ترتيبات الضيافه والترحاب من( المعزبين) في تحضير العشاء ونوعيته وترتيبات النوم في عدد ونوعية الفرشات واللحف عند التعرف على هوية الضيوف وعشائرهم وسجلهم في اكرام الضيف وحماية َالمستجير بهم، وبعد ان دخلت وسائل المواصلات وخاصة الباصات منها، حيث كان الباص الذي يتحرك بركابه من القرية صباحا بتقاليد لا يتجاوزها احد ويعود مساء بعد ان يتفقد ركابه حسب التصنيف الطبقي للقرية فالمقاعد الامامية للمخاتير ووجهاء البلدة ولا يجوز الجلوس عليها انتظارا لاصحابها وتاتي الاولية بعد ذلك للنساء وكبار السن وينهض الشباب فور دخول شابة مهما صغر عمرها.

وكان الشباب في الاغلب يمضون الرحلة وقوفا وينبطحون أرضا في طرقات الباص عند المرور من امام مراكز للشرطة او الفرسان او رجل السير صاحب الدراجة الذي يظهر فجأه في طرق جانبية ، وعلى الشباب ايضا ان يقوموا بتنزيل ما تم تحميله على ظهر الباص في رحلة الذهاب والإياب، ولكنهم كانوا في منتهى السعادة لانهم ذهبوا إلى المدينة، وكان باص القرية في رحلتة يمثل القيم الاجتماعية في تلك الحقبة والتي كان عنوانها احترام المراة وكبار السن والتطوع للخدمة بطيب خاطر قبل ان نخصص وزارات ومؤسسات وجامعات واعلام مبتذل همه تلمبع المخاتير الجدد وخبراء TOTومعسكرات ومصاريف باهظة والنتيجة انحراف في السلوك وعدم احترام الكبار والنساء وتحرش بالزميلات رفيقات الدراسة والجيرة، وقد يتعدى الامر ببعضهم إلى سرقة محتويات الباص الذي حافظ الآباء والاجداد على قيم وتقاليد تلك الحقبة التي تستحق ان تسترجعها



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد