الجزائر : مفاوضات شاقة مع فرنسا لاستعادة رفات الشهداء

mainThumb

12-07-2020 01:38 AM

السوسنة - قال وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم السبت، إن الأيام القادمة ستكشف مدى “جدية” فرنسا في حل ملفات التاريخ الاستعماري العالقة مع بلاده.


جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده بوقادوم في مقر صحيفة “الشعب” الحكومية تابعته الأناضول حول مستقبل العلاقات مع فرنسا.

الرئيس الفلسطيني يُحذّر


وقبل أيام استعادت الجزائر رفات 24 من قادة المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي كانت معروضة في متحف “الإنسان” بباريس، لكن السلطات الجزائرية تقول إن المئات من الجماجم مازالت لدى باريس ويجري تحديد هويتها لاسترجاعها.


وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إن هؤلاء المقاومين “مضى على حرمانهم من حقهم الطبيعي والإنساني في الدفن، أكثر من 170 سنة”.


وأوضح بوقادوم، أن هناك ” 3 ملفات ما زلنا نتفاوض حولها مع فرنسا، أولها استرجاع كل الرفات (للمقاومين الجزائريين للاستعمار)”.
وأضاف بوقادوم، أن “هناك أيضا ملف الأرشيف (أرشيف المرحلة الاستعمارية)، وملف ثالث وهو التفجيرات النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية”.

تركيا: 21 وفاة و1016 إصابة جديدة بكورونا


وأشار إلى هذه المفاوضات “تعطلت بسبب جائحة كورونا (..)، لكن يبدو أن هناك إرادة ايجابية من جانب الرئيس الفرنسي (ايمانويل ماكرون) تجاهها، والأيام القادمة ستكشف عنها، وإن شاء الله تكون صادقة”.


وقال بوقادوم، أن “العلاقات مع فرنسا لها طابع خاص من جانب التاريخ، ووجود الجالية الجزائرية بقوة”.


وأضاف “نتمنى أن تكون العلاقات، مبنية على احترام متبادل واحترام سيادة البلدين”.


من جانب آخر تطرق بوقادوم خلال المؤتمر إلى الملف الليبي، مشيرا إلى أن بلاده “تقف على مسافة واحدة من كل الأطراف، وترفض أي تدخل خارجي في هذه الأزمة”.

الخارجية الأمريكية: لا أحد أكثر منا كرما !


لكنه أعرب عن “تخوف الجزائر من أن تسلك ليبيا مسلك سوريا، أو تتحول إلى صومال جديدة، وهو ما يؤثر حتما على أمن الجزائر”.
وأضاف بوقادوم “ليس لدينا مصالح، ولا نريد نفط أو غاز ليبيا ومصلحتنا هي استقرارها”.


وأوضح الوزير الجزائري، أن بلاده “تعمل باستمرار في الكواليس وبصمت كوسيط في الأزمة”، مشيرا إلى أن “الأيام القادمة ستظهر نتائج هذا العمل”.


وشنت مليشيا الجنرال الانقلابي المتقاعد خليفة حفتر، بدعم من دول عربية وأوروبية، عدوانا على طرابلس، انطلاقا من 4 أبريل/ نيسان 2019، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب دمار واسع.


ومؤخرا، حقق الجيش الليبي انتصارات أبرزها تحرير كامل الحدود الإدارية لطرابلس، وترهونة، وكامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة الوطية الجوية، وبلدات بالجبل الغربي.


كما كشف وزير الخارجية الجزائري، في موضوع اخر عن أن بلاده “على اتصال دائم مع مصر” فيما يتعلق بالأزمة الليبية .

الإمارات تُعلّق على تحويل آيا صوفيا لمسجد


وقال بوقادومفي تصريحات صحفية اليوم على هامش حضوره منتدى جريدة ” الشعب” الحكومية، إنّ بعض الدول طالبت الجزائر بأن ترسل قوات من جيشها إلى مناطق النزاع لفرض احترام وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن القيود الدستورية منعت استجابة الجزائر لهذه المطالب.


ودعا الوزير جميع الأطراف التي لها مصالح في ليبيا إلى الدخول في المسار الجزائري للتسوية السلمية للنزاع الليبي، نافيا أن يكون رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قد طعن في شرعية الحكومة الليبية “كما تحاول بعض الأبواق الترويج له”.


وبشأن “المشير خليفة حفتر، قائد مايسمى بالجيش الوطني” في ليبيا، قال بوقادوم” لقد زرت حفتر وكان كلامه جيدا حول الجزائر ويصر على دور الجزائر في الملف الليبي”.


وأكد أن بلاده تقف على مسافة واحدة من جميع الفرقاء في ليبيا، مضيفا أن “الحرب بالوكالة ستحول ليبيا إلى صومال جديد”.
وقال بوقادوم: “مصلحتنا هي وحدة ليبيا وليس لنا أطماع لا في الغاز ولا في النفط” ، مؤكدا أن الجزائر ترفض جميع أشكال التدخل الخارجي في ليبيا.

السعودية تدعو المواطنين والمقيمين إلى عدم السفر


وأشار الوزير إلى أنه لو تم احترام وقف توريد السلاح إلى ليبيا ووقف إرسال المرتزقة وتقديم الحلول السياسية، “فإن ليبيا كانت ستصل إلى حل للأزمة”، لافتا إلى أن الدبلوماسية الجزائرية “تواصل العمل في الكواليس وفي صمت من أجل الوصول إلى حل سياسي يجمع كل الفرقاء الليبين في أقرب وقت”.


وكشف بوقادوم عن أن تعيين وزير الشؤون الخارجية الجزائرية الأسبق رمطان لعمامرة مبعوثا أمميا في ليبيا عارضته ضغوطات و صراع مصالح بمجلس الأمن الدولي.


وأردف بوقادوم قائلا “الجامعة العربية لا تسطيع فرض قرارها على المجتمع الدولي وهي تحتاج حاليا إلى مراجعة آليات عملها “.
وأضاف أن العلاقات الجزائرية الفرنسية حاليا تقوم على الاحترام المتبادل، قائلا إن “الجزائر لن تنسى أبدا ملف الذاكرة الوطنية، بعد استرجاع رفات 24 شهيدا لأبطال المقاومة الشعبية”.


وأوضح أنه لم يتم التعرف بعد على العدد الحقيقي لجماجم الجزائريين في متحف “الإنسان” بباريس.
وقدر بوقادوم الجالية الجزائرية في فرنسا بحوالي 6 ملايين غير أن مليونين فقط مسجلين في القنصليات الفرنسية.


وتحدث وزير الخارجية الجزائري عن مفاوضات جارية مع أسبانيا وإيطاليا بشأن ترسيم الحدود البحرية ، قائلا :”سيتم حسم الموضوع في أيلول/سبتمبر المقبل” .

 

الكويت.. حجز متهم جديد في قضية الصندوق السيادي الماليزي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد