سياسة أردوغان ذات أفاق واسعة ومتعددة الأبعاد

mainThumb

28-07-2020 10:39 AM

ولد رجب طيب أردوغان في26 فبراير 1954 في إسطنبول، نشأ في أسرة فقيرة في محافظة ريزة على البحر الأسود وعاد إلى إسطنبول وعمره ثلاثة عشر عاماً. درس في مدارس خطيب الإسلامية وتخرج من كلية الإقتصاد والعلوم الإدارية في جامعة مرمرة في نهاية السبعينات. إنضم أردوغان إلى حزب الخلاص الوطني بقيادة نجم الدين أربكان قبل إلغاء جميع الأحزاب السياسية بسبب الإنقلاب العسكري في تركيا عام 1980. ومع عودة الحياة الحزبية في تركيا عام 1980 إنضم أردوغان إلى حزب الرفاه في إسطنبول، حيث رشح حزب الرفاه أردوغان في عام 1989 إلى منصب عمدة (رئيس بلدية) إسطنبول لكنه فشل رغم نشاطه وحيويته وقدرته على الإقتراب من الجماهير، وتلك الخسارة لم تعق طموحه نحو الصعود ففي عام 1994 رشح حزب الرفاه أردوغان مرة ثانية إلى منصب رئيس بلدية إسطنبول وفاز بالمنصب. في عام 1998 أتهم أردوغان بالتحريض على الكراهية الدينية وسجن حوالي عشرة أشهر ومُنِعَ من العمل في الوظائف الحكومية ومن الترشيح للإنتخابات العامة بسبب إقتباسه أبيات من شعر تركي أثناء خطاب جماهيري له في مدينة سعرد. وفي عام 2001 أسس أردوغان وعبد الله غول ومجموعة أخرى حزبه الحالي " حزب العدالة والتنمية " وفي عام 2002 فاز حزبه بقيادة أردوغان بالإنتخابات التشريعية بأغلبية ساحقة 363 مقعداً وبسبب تبعات سجنه لم يتمكن أردوغان من ترؤس حكومته وقام بتلك المهمة عبد الله غول. وفي مارس 2003 بعد إسقاط الحكم عنه، تولى أردوغان رئاسة الوزراء وبقي أردوغان رئيساً للوزراء حتى أغسطس 2014 ثم أصبح في الثامن والعشرين من نفس العام، رئيسا للبلاد. وهو اول رئيس تركي ينتخب عن طريق الاقتراع المباشر، وفاز منذ الجولة الاولى متغلبا على منافسية. بإختصار فأردوغان سياسي تركي يشغل منصب الرئيس الثاني عشر والحالي لتركيا منذ عام 2014. وقد شغل سابقًا منصب رئيس الوزراء من عام 2003 إلى عام 2014 ورئيسًا لبلدية إسطنبول من عام 1994 إلى عام 1998.

مما تقدم نشعر بأن السيد رجب طيب أردوغان يمتلك عقلية ذات أفاق واسعة وثقافة عالية بالسياسة الداخلية لبلده تركيا وبالسياسة العالمية. وتمتاز عقليته بتعدد الأبعاد والقدرة العالية والراقية في التعامل مع التيارات المختلفة الموجوده في العالم. وجميع الخطوات التي قام بها وهو رئيساً لبلدية إسطنبول ورئيساً للبلاد كانت مدروسة بعناية فائقة من جميع الجوانب وعنده الجاهزية لإتخاذ القرارات المناسبة دون تردد فيما لوحدث أي تصرف من قبل معارضيه داخل تركيا أو من قبل رئيس أي دولة في العالم نحو السياسة التي يتخذها في أي قضية كرئيساً لتركيا. فنضرب بعض الأمثلة على ذلك، فقبل أن يقوم أردوغان بتحويل متحف آية صوفيا في إسطنبول إلى مسجد قام بجميع الإجراءات القانونية والمبررة من قبل الجهات المسؤولة في تركيا. ومثل آخر نضربه حول موضوع تحويل متحف آية صوفيا إلى مسجد وهو عندما أصدر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمراً بإغلاق المدارس الإسلامية في فرنسا رداً على إرجاع (تحويل) متحف آية صوفيا إلى مسجد. جاء الرد صاعقاً من الرئيس أردوغان وبعد نصف ساعة فقط من إعلان قرار ماكرون بأن أمر أردوغان بإغلاق سبعون مدرسة فرنسية في تركيا، مما حدى بالرئيس الفرنسي بالتراجع عن قراره بالفور بل عقب قائلاً إننا لسنا فقط سنفتح المدارس الإسلامية في فرنسا بل سنزودها بإحتياجاتها. هكذا هو التعامل الندي (الند بالند) وهذه اللغة الوحيدة التي يفهمها الغرب، وكما يقال: ما بجيب الرطل في الميزان إلى الرطلين وليس الرطل والوقية. ولا نرغب في الإطالة على قرائنا الكرام في ضرب أمثله أخرى وعديدة على سياسة أردوغان الحكيمة والمتزنة داخل تركيا وخارجها مع كل من يتعامل معهم حتى أعدائه وهذه السياسة الحديثة والمتطورة في عصرنا الحالي. نسأل الله أن يكون السيد رجب طيب ارد غان الرئيس التركي صادقاً مع الله قبل نفسه وشعبه والأمة الإسلامية حتى يعزه الله بعزته وينصره على جميع أعدائه واعداء الإسلام والمسلمين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد