اَلْسَاعَة وَنُزُوْلُ اَلْغَيْثُ وَاَلْذُرِيَة وَاَلْكَسْبُ وَاَلْوَفَاةُ فِي يَدِ الله

mainThumb

16-09-2020 11:14 PM

لله في خلقه شؤون وحكمة لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى. من على زمن الرسول عليه الصلاة والسلام والناس تسأل عن موعد قيام الساعة (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (الأعراف: 187)). فلا يعلم وقتها إلا الذي خلق السموات والأرض وما بينهما وستأتي بَغْتَةً وذلك حتى تستمر الحياة ولا تتوقف، وكما يقول كبارنا بالعامية تقوم الساعة والحرَّاث يحرث في أرضه والعريس والعروس مصمودين على اللوج ... إلخ. وكذلك نزول الغيث من السماء لا ينزل إلا بأمر الله (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ، أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ (الواقعة: 68 و 69)). وكم من المرَّات قنط الناس من نزول الغيث ومن رحمة الله وصلُّوا صلاة الإستسقاء وأنزل الله الغيث عليهم رحمة لهم (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (الشورى: 28)). وكم غَيَّر كثيراً من الأشخاص زوجاتهم من أجل الذرية الذكور ولم يعلم أن أمر الذكور او الإناث في الذرية أو العقم هو في يد الله وليس للزوجة علاقة بذلك (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ، أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (الشورى: 49 و 50)). فالبعض يقول أن بعض الأطباء بعد مرور تقريباً أربعة شهور على الجنين في رحم أمه يمكن أن يعرف ذكر أم أنثى، نقول هذا الأمر ممكن بعد أن يتم تخليق جميع أعضاء الجنين في رحم أمه وفي هذه الحالة لا بد أن يكون العضو التناسلي قد إكتمل ويظهر بإذن الله عن طريق الألترا ساوند وإذا كان وضع الجنين يسمح بذلك ولكن قبل ذلك مستحيل. أما الكسب وهذا يشمل رزق الإنسان الذي كتبه الله عن طريق المَلَك المرسل من قبل الله ليكتب للجنين رزقه (الرزق المكتوب له من الله) وهناك رزق آخر يحصل عليه الإنسان بالدعاء(اللهم إني أسألك من فضلك العظيم) ويكون من فضل الله ولهذا السبب لا تدري نفس ماذا تكسب غداً.

وأما أين ومتى وكيف يتوفى الله الإنسان فيكون سراً لا يعلمه إلا الله فنجد إنسان يسافر للعمل في بلد بعيد ويتوفاه الله في ذلك البلد ويدفن فيه، وآخرون مثل شعب اليابان تنفجر فيهم قنبلتين نوويتين فلا يدرون أين ذهبت وإختفت أجسادهم. وكذلك لو حدث غرق لسفينة كبيرة أو تحطيم لطائرة فوق إحدى المحيطات ولم يستطع أحد العثور على جثث المتوفين فلا تدري تلك النفوس أين دفنت في أي قاع من قيعان البحار إذا سحبتهم المياه إلى أماكن مختلفة تحت المحيطات والبحار ... إلخ. والآية التي تجمل جميع الحالات التي ذكرت سابقاً هي (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ(لقمان: 34)). فعلينا جميعاً أن نحمد الله كثيراً على أنه جعل هذه الأمور الخمسة في علمه، لأنه لو علم أي إنسان في أي منها لما عمل في حياته بشكل طبيعي ولم يكن سعيداً أو راضياً على أقل تعديل عن ما يقوم به من أعمال. ولكن لكل بداية نهاية ولكل إنسان نهاية في هذه الدنيا لأن كل شيء مقسوم له من الله وإذا إستوفى رزقه من كل شيء توفاه الله ولهذا السبب سميت وفاة (الموتة الكبرى وهي عدم عودة الروح للجسد) وأما الموتة الصغرى وهي النوم (تسحب الروح من الجسد عند النوم ويعيدها الله له عند الإستيقاظ من النوم) وكما قال الله (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(الزمر: 42)). ولما تقدم فعلينا أن نأخذ الحيطة والحذر من فيروس الكورونا كوفيد-19 على قدر ما نستطيع ولا نوقف أعمالنا وحركتنا الإقتصادية والإجتماعية ونتوكل على الله ونكن مع الله ومن يكن مع الله يكن الله معه. ونسأل الله أن ينقلب السحر على الساحر وعلى المستكبرون في الأرض بعلمهم وبأموالهم ... إلخ، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله (اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلً (فاطر: 43)).



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد