أسباب الغضب وعواقبه

mainThumb

11-07-2021 03:53 PM

يُعَرَّفُ الغضب في علم النفس، بأنّه شعورٌ وحالة نفسية مؤقته يمرُّ فيها الشخص الغاضب من الجنسين (ذكراً كان أم أنثى) تُظْهِرُ فيها سلوكيات وأفكارٍ عدائيةٍ، واستثارةٍ فسيولوجيةٍ، وغالباً ما ينجم عنها تصرفاتٌ غير لائقةٍ ومهينةٍ، من الشخص الغاضب إلى الأشخاص الآخرين وتعتبر من الصفات الشيطانية. وترافق حالة الغضب هذه عدة أعراضٍ جسديةٍ مثل ارتفاع في نبضات القلب، وارتفاع في ضغط الدم (فوران الدم في الجسم)، وغيرها من الحركات الجسدية والتعابير اللفظية مثل الصراخ، أو الضرب على الرأس والوجه، أو تمزيق الملابس، أو كسر قلم، أو ضرب الرأس أو اليد بالحائط. وفي حالات أشد يقوم الشخص الغاضب بالهجوم على الآخرين بالضرب أو بالسلاح الأبيض أو بأسلحة نارية، وأحياناً لا يعبّر الشخص الغاضب عن غضبه ويبقى شعوراً داخلياً يعاني منه نفسياً. من أسباب الغضب العديدة هي: الأوضاع العائليّة والاجتماعيّة الصعبة، الشعور بالإجهاد، الإلتزامات المالية المرهقة، التعرض للإساءة والعنف، متطلبات الحياة والضغط الزائد عن طاقة الشخص التحملية. علاوة على الإضطرابات المختلفة مثل الإدمان على الكحول، العيش في أسرةٍ تعاني من عوامل الوراثة العدائية، ومشاكل في السيطرة على الغضب، وقدرة الجسم على السيطرة والتعامل مع التغيّرات الكيميائية والهرمونات في الجسم، الشعور بالتهديد أو الخوف الشديد من المجهول، أو الرفض من قبل المجتمع، أو الخوف من التعرض للخسارة في أي عمل تجاري أو عمل منفعي شخصي أو التبلي من شخص على آخر بالباطل أو بسبب الفتنه من قبل شياطين الإنس بين الناس . . . إلخ.
 
كما يمكننا أن نصف الغَضَبُ بأنه غَريزةٌ رَكَّبَها اللهُ في طَبيعةِ الإنسانِ، وهو تَغيُّرٌ يَحصُلُ عِندَ فَوَرانِ دَمِ القَلبِ، لِيَحصُلَ عنه التَّشَفِّي في الصَّدرِ، والنَّاسُ مُتَفاوِتونَ في مَبدَأه وأثَرِه، ومنه ما هو مَحمودٌ، وما هو مَذمومٌ، فمَن كان غَضَبُه في الحَقِّ، ولا يَجُرُّه لِمَا يُفسِدُ عليه دِينَه ودُنياه، فهو غَضَبٌ مَحمودٌ، ومَن كان غَضبه في الباطِلِ، أو ما لا يمكن التَّحكُّمَ به ويَجُرُّ صاحبه لِتَجاوُزِ الحَدِّ، وإفسادِ دِينِه ودُنياهُ فهذا غَضَبٌ مَذمومٌ. فبغض النظر مهما كان نوع الغضب والتصرف الناجم عنه فغالباً ما تكون عواقبه وخيمة مثل الإساءة للآخرين باللفظ أو بالإعتداء باليد أو بأداة حادة أو عصا أو بالسلاح الأبيض أو بسلاح ناري يؤدي هذا الإعتداء لقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا (الإسراء: 33)). فعلى الإنسان أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويكظم غيظه ويعفو ويحسن لمن أساء له (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (آل عمران: 134، الشورى: 37)) وكل من يكظم غيظه ويعفو عن الناس ويحسن لهم  يدخله الله الجنة. ولهذه الأسباب قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ليس الشديد بالصُّرَعَة، إنما الشديد الذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ، وعن أبي ذر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، وإن لم يذهب عنه الغضب فليضطجع، وتغيير الأوضاع يهدئ من فوران الدم ويقلل من إرتفاع نبضات القلب الذي يزيد في الغضب كما أوضح العلماء والأطباء ذلك فسيولوجياً.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد