إلى اين ستقودنا المرحلة المقبلة؟

mainThumb

28-12-2018 02:57 PM

الحالة الفلسطينية من اكثر الحالات تعقيدا رغم ان الواقع يشير الى مآل القضية الفلسطينية وتقوقعها بحالة اقتصادية وانسانية لا اكثر ولا اقل، وربط علاقات مستقبلية مشتركة بين الجانب الفلسطيني والاسرائيلي وبالتحديد في الضفة حسب مبدأ حسن الجوار الذي يحدد الزامية التعاون بين الجانبين والتنسيق في القضايا الثنائية المشتركة في مجالات الامن، وانشاء مناطق مشتركة بين الجانبين يحددها الناحية الاقتصادية بعيدا عن الحقوق، لان فكرة دولة فلسطينية بعد سبعون عاما من وجهة نظر اسرائيل فكرة خيالية ملغاة وسقطت بسقوط القدس والتي اصبحت تُهود بشكل متسارع وافكار تدويل القدس او اعادة تقسيمها اصبح غير وارد على الاطلاق مقابل  اخذ ادارة محلية في المدن ذات الكثافة العربية.
 
وبعد حل التشريعي رغم عدم قانونيته ولكنه سياسي بامتياز الا ان المرحلة الحالية وحسب المخطط لها يجب ان يكون هناك استكمال الفصل الجغرافي بين القطاع والضفة عدا ممر امني في اضيق مسافة تصل قطاع غزة بالمناطق في الضفة الغربية، ومن ثم استكمال مشروع الادارات المحلية للقطاع وكنتونات الضفة.
 
حل التشريعي مقبول لان المجلس معطل وبل العكس يكلف الحكومة ميزانية باهظة جدا ولم يفعل شيء طيلة السنوات الماضية الا ما سمعناه من تجاذبات ومناكفات، والمرحلة الحالية تتطلب حله ولكن هل ستحدث انتخابات بعد حله؟ اذا حدثت في الضفة ستُعاد كرة المجلس التشريعي القديم، لان الممول القديم هو نفسه سيكون في الانتخابات القادمة، ولكن المال الذي سيُنفق لن يكون للحرس القديم وانما لشخصيات شابة من حماس المعتدلين والتي تتقبل وجود اسرائيل.
 
نعود الى غزة العزة، سمعنا بيان الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة في قطاع غزة قبل عدة ايام والذي تم التاكيد على الانتهاكات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني والتي تجاوزت الخطوط الحمراء، واطلاق الرصاص على بعد 600-300 ما يؤكد القنص العمد، وتحدث البيان عما حصل يوم الجمعة الماضية من سقوط الشهداء والجرحى واستمرار المسيرات، وانها غير مرهونة لا بالمال ولا الكهرباء ولا الماء ولا حتى الهواء، وانه عليهم واجب يحتم القيام به، واكد البيان ان العدو اشتاق لجولات التصعيد وانها ستكون قاسية، ويوم الجمعة المقبل سيكون حاسما وردود المقاومة جاهزة.
 
من يقرا البيان يعرف انه يؤكد الاستمرار في مسيرات العودة وبل العكس ستزداد وعناصر القسام سيشتركوا بها وبقوة، لان مسيرات العودة لم تحقق هدفها الاصلي وهو فك الحصار، بالرغم ان السفير العمادي القطري يسعى الى التخفيف على الغزيين عبر المنح التي قدمها خلال الفترة الماضية، لكن هذه المنح لم تصل الى الجميع وبالتحديد من لهم صلة بالقسام والجناح العسكري وتبين ان الضيف ومجموعته تم تهميشهم من تلك المنح، الامر الذي سيُغضب القسام والمقاومة الاخرين، لذا اكدوا استمرار المسيرات من اجل تحقيق الهدف الاصلي فك الحصار وتخفيف وطأة الضغوطات الاقتصادية والاجتماعية على القطاع.
 
من يتابع تحركات العمادي القطري بين رام الله وغزة بالفترات الماضية يؤكد ان العمادي رجل عام ذكي يسعى الى الربط بين رام الله وغزة واسرائيل وله علاقات قوية في رام الله ولا ننسى مدينة روابي القطرية.
 
العمادي القطري سيدعم وما زال على وعده بدعم اهل غزة ولكن هذا الامر مرهون حاليا بمدى تطور مسيرات العودة او انخفاضها، واذا شعر العمادي ان الجناح العسكري طغى على الجناح السياسي الامر الذي سيعرقل ما يتم التخطيط له مستقبلا.
 
هنا ستجد قطر خطة بديلة وهي استدارة قطر لاشخاص آخرين اكثر اعتدالا حتى لو انهم كانوا من فصائل اخرين غير حركة حماس اذا بقي الامر في القطاع كماهو، لذلك كانت هناك رسائل تحذير من قطر الى قيادات حماس بالتخفيف من شدة المسيرات تفاديا ما سيحدث مستقبلا من تصعيد قاسي بين القطاع واسرائيل، ورهان قطر اليوم على حماس المعتدلة والا لا يوجد دفعة ثالثة للقطاع.
 
قطر تسعى الى تحقيق تحسين في المستوى الاقتصادي لاهل القطاع ولكن بشروط "بالاعتدال سنحقق المراد " الى ان يتم ترتيب المنطقة بايجاد محور سني معتدل ، وانتهاء فترة الانتخابات الاسرائيلية والمقررة حسب الكنيست الاسرائيلي في شهر ابريل 2019.
 
الحرس القديم:-
 
رهان بعض الدول والتي تُمول الانتخابات ان حدثت في الضفة او القطاع لن يكون للحرس القديم فهم سبب تازم الحالة الفلسطينية "، هناك بدائل لتلك الدول بعيدا عن الحرس القديم .
 
المقاومة:-
 
 يتضح من استمرار المسيرات ان المقاومة عبر الغرفة المشتركة هي من تسيطر على قطاع غزة، ولن تقبل باي مساومات مالية لفترة مؤقتة الا برفع الحصار بشكل شامل وحتى ملف الاسرى هي من تتحكم به، هذا الامر يؤكد ان الجناح العسكري في القطاع يطغى على الجناح السياسي وان الاموال التي تدخل القطاع لم تستطع تطويع وتدجين المقاومة باجنحتها المختلفة.
 
 
حماس امام ثلاث نماذج:-
 
• مشروع التميكن والاستخلاف وهذا فشل بعد ثورات الربيع العربي وضعف مشروع الاخوان المسلمين بعد تولي ترامب الادارة الامريكية.
 
• استنساخ تجربة حزب الله للمواجهة، وهو ما يتعارض مع المتغيرات الاقليمية والدولية والفلسطينية.
 
• نموذج الشراكة الوطنية باحداث تغيير جذري في بنيتها السياسية والتربوية والفكرية بما يتوافق وينسجم مع استحقاقات ومتطلبات مفهوم الشراكة الوطنية بمفهومها الشامل، والتطبيق العملي اكبر برهان.
 
سينايوهات:-
 
 تفجير المواجهة في قطاع غزة وإشعال حرب ، ويزداد هذا قُبيل الانتخابات الاسرائيلية.
 
 العمل على طرح مبادرة وطنية سواء باشتمال المصالحة عبر تنازلات معينة لعبور المرحلة.
 
 الصمود بالحفاظ على البقاء، عبر سلوك مزيج من محاولة تمتين الجبهة الوطنية الفلسطينية.
 
 السنة المقبلة سيشتد الحصار على ايران ويضعف اقتصادها وبالتالي سيتم تخفيف التمويل للمقاومة في غزة وهذا قد يُوصل الى هدنة طويلة الامد.
 
خلاصة:-
 
 العمل على تماسك الجبهة الوطنية الفلسطينية لمواجهة التحديات المقبلة .
 
 محاولة الاختراق الاقليمي والدولي من اجل احباط الجهود الرامية لمحاصرة الوضع الفلسطيني والقضية.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد