رسالة إلى الشيخ أسامة بن لادن

mainThumb

26-05-2009 12:00 AM

د.محمد فلاح القضاة

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

شيخ أسامة بن لادن ، أنا مسلم عربي ،أبلغ من العمر 50 عاما ،لي أسرة أحبها وتحبني،أقوم بواجباتي الدينية .

ماذا أقول لك يا شيخ أسامة. . أنا لا أستطيع أن أحكم عليك. . فحكمك عند رب العزة . . أن كنت أصبت فلك الجنة وان كنت أخطأت فمصيرك النار.

لكن يا شيخ أسامة ،لماذا تريد من الملايين أن يتبعوك ..ألا تخاف

من أن تكون على خطأ فتتحمل أثم الملايين.

يا شيخ أسامة، ديننا الحنيف دين يسر ، و تسامح وفيه مكان للعيش مع كل الأديان ومن هم بلا . نحن كلانا لم نصل إلى ما وصل إليه سيدنا خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه الراشدون أو غيرهم. وكلهم عاشوا وبين ظهرانيهم عاش أتباع من كل الأديان.

يا شيخ أسامة أن ديننا لم يأمرنا بحرق الناس وقتلهم وتشريدهم. و ان الرسول (صلى الله عليه وسلم )أمرنا حتى بعدم قطع الشجر ورعايتها في السلم والحرب .

يا شيخ أسامة، وديننا يأمرنا أن نقاتل من يقاتلنا، وان نحافظ على المدنيين.

شيخ أسامة ، وأخاطبك باعتباري مسلما مثلك : لا تكن كالآخرين الذين لطخوا أيديهم بدماء الشعوب، فمن صفات المسلم الشهامة ،وإغاثة الملهوف ، وحب الآخرين وحماية المستضعفين ، وإكرام الضيف. و لم يطلب منا سفك الدماء.

شيخ أسامة، ستقول لي هم يقتلون الأبرياء منا، و أنا أقول لك نعم أنهم يقتلون الأبرياء ويعرفون كيف يبررون جرائمهم، أما أنت فلا مبرر لك لان أعداءك ليسوا من نساء أمركيا وأوروبا، أو اندونيسيا أو صالات الفنادق في عمان، ولا في قطارات مدريد.

إذا كانت لك القوة فحارب الذين يقاتلونك ،فهم بالقرب منك ،فقاتلهم يعذبهم الله بيديك وأيدي أبنائك.

يا شيخ أسامة ،أناشدك باشرف خلق الله ، وبكل القيم الإسلامية ألا تجعل شبابنا المسلم عرضة للاضطهاد في أوروبا وأمركيا.

يا شيخ أسامة لو كان ما تقوم به صحيحا لكنت أول مؤيديك، لكن بسببك تغير حال المسلمين في أمركيا وأوروبا والعالم كله ، حتى أضحى ينظر إلينا كالمصابين بالجرب ،ينظر إلينا بطريقة مزرية ،وماذا يهمك أنت؟ فأنت لم تعد تسافر ، ويبدو انك ستظل قابعا في تورا بورا.

لقد أضعت أيها الشيخ سمعة المسلمين وكرامتهم في العالم ،وكلفتنا عملياتك الكثير الكثير ،وقد نحتاج إلى أجيال لبناء ما سببته "غزوة مانهاتن " ، لا اعرف يا شيخ أسامة من غزى من؟

لكل منا أيها الشيخ قدرات وطاقات ،يستطيع بها أن يقوم بعمل ما ،ولكن العبرة بالنتائج التي تتمخض عن ذلك. فأنت يا شيخ أسامة بقدراتك وطاقاتك العسكرية إن وجدت لا تستطيع فتح كل الجبهات لتحارب الحكام، و قوى مدججة بالسلاح، و قوى تمتلك من المعدات والأسلحة ما يدمر الأرض ألاف المرات . وأنت ماذا تمتلك ، بضع مئات ،لنفترض بضع آلاف ،هل بهذا العدد تستطيع فتح كل هذه الجبهات ؟؟؟

في كل رسالة يعتقل العشرات دون ذنب، تشدد الاجراءت الأمنية علينا، وهل تعرف من يعاني من كل ذلك ؟

يا شيخ أسامة، نعم أنت تركت الثروات، وغيرك يلهث ورائها ،أنت تكتفي ببعض لقيمات وغيرك يعاني من التخمة.

وبعد كل هذا يا شيخ أسامة، أنا لست عسكريا ،ولست سياسيا ،ولست رجل أعمال ،أنا مجرد مواطن عربي ، يريد أن يعيش بأمان وسلام ،يتحاور مع كل الأمم ،لا تنس يا شيخ أسامة قوله تعالى :"وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا :".

أتمنى أن تصلك هذه الرسالة، رسالة مواطن عربي نشأ على الدين الإسلامي الحنيف .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد