يزن .. ورد .. لله دركما !!

mainThumb

20-05-2009 12:00 AM

سليمان الفقرا

يزن …!! يا من حاصرتك الحياة و أقتادك القدر إلى الدرك الأسفل من ماديتنا القذرة …!! يزن ...!! يا ضحية الفقر و البؤس و الرذيلة … !! أصبح جسدك الملائكي مطفئة للسجائر … و تحول كل جزء من جسمك لتجارب وحشية … بعدها أدخلت للمشفى … لكنك ألتقطت أنفاسك الأخيرة لتقول للدنيا و لنا جميعا … ( لم أعد أطيق الانتظار … سأترك الحياة لكم و سأطير مغردا وحدي بعيدا عن روائحكم النتنة … بعيدا عن جيوب امتلأت بالدراهم لكنها خلت من الحب و الإنسانية …!!) لكنهم حتى الموت استكثروه عليك و بقيت في المشفى أيام لم يأت أحد لكي يستلم جثته … !!

صغيري يزن … و أنا انظر إلى السماء … أرى روحك الطاهرة تلعب … أرى ضحكتك … حصانك الخشبي … وسادتك التي امتلأت بالدموع ليلا و نحن نجلس على الموائد نأكل ما طاب من الطعام … تمنيت يا صغيري لو أنني كنت قريب منك … تمنيت أن أحضنك لأسمع ضحكتك … و أن نظل نركض أنا و أنت و أطفال القرية … فمن عينيك قد أستمد الحياة و من ضحكتك أبدأ يومي …!!

يزن …!! هل دموعي تطفئ نار الغضب في داخلي … و هل هناك من يأخذ العزاء فيك … !! هل قبرك كما قبور من حولك …!! آآآآآه … يا يزن و كأنني أرى الملائكة تزفك إلى الجنة … و كأنني أتمنى أن أكون أنت …!! و لا أدري هل أبكيك أم أبكي زمن أحمق قتل فينا كل شيء جميل …!!

منذ زمن يا صغيري لم تذهب للسوق و لم تشتري ثيابا جديدة … و لم تلعب كما الأطفال … لم تنم لتحلم بالغد … لم تمسك كتابا …. لم تضحك … !! منذ زمن و أنت تمسك بكسرة الخبز … تعطي نصفها علاء ..و تأكلان و تلعبان بصمت … ترى من سيلعب مع علاء الآن بعد أن رحلت …؟؟

يزن ….!!

تمنيت أن أقبل يديك قبل أن ترحل …. !! و أن أشتم رائحة الجنة فيك …!! تمنيت لو انك صفعتنا جميعا لأننا لا نستحق الحياة … غادر الجميع قبرك و بقيت أنت تلعب وحدك فلن يزعجك أحد و لن تخاف من الغد … !!

سيظل شذا روحك عالقا في أطفالنا … و سنظل نمارس قبحنا لأننا ابتعدنا عن ديننا … و عن الحب الذي خرج من قلوبنا ليحل محله الأنانية و القسوة …!!

لله درك يا يزن … !!

( ورد ) ...!! ستجف ينابيع الدنيا .. و لن تجف دموع والدتك ... ستنام الأمهات ليلا وبين أحضانهن زهورهن .. إلا هي ما زالت تناظر الطريق ... علك تركض إليها تختبئ بين ذراعيها ... تحكي لها عن يومك المدرسي ...!! تمتزج دموعكما معا .. تعلوها الضحكات ... !!

( ورد ) ...!! لن يغيب شذاك عن البيت ... في كل الأركان أنت ... يبحثون عنك في مكان و أنت تسكن قلبها ... الذي ينبض مع دقات الباب و مع رنين الهاتف ... عله أنت .. أو ربما شخص يريد أن يطفئ نار أتقدت بداخلها ...!!

( ورد ) ...!! لا دنيا بدونك ..و أنت تلعب بالبيت ... لا حياة دون صوتك ... و ضحكاتك التي تبقي من حولك على قيد الحياة ...!!

تمنيت يا صغيري لو أنني أجدك و أزفك إلى والدتك التي أضناها الانتظار ... تمنيت أن تدخل والدتك إليك صباحا لتجدك نائما في سريرك ... لتقبلك ... و لتنام إلى جنبك ... فهي لم تغمض عينيها منذ زمن طويل ...!!

صغيري ( ورد ) ... جميعنا مشتاقون إليك ... جميعنا أمك و أباك ... مشتاقون أن نعانقك و أن نقبلك ... و أن نشتم شذاك ... فأنت لست ورد ..بل أنت طفولة صارت تستباح و حلم صار يسرق ... و وردة يراد لها أن تذبل ...!!

أسال الله العظيم أن يرجعك إلى حضن أمك ... و أن تنام دموعها ... و أن تستيقظ الضحكات على شفاهها ...!!

يا رب ...!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد