مية نيرة!!!

mainThumb

11-06-2009 12:00 AM

أول شي راح أعمله راح أسدّد جارنا اللحام أبو العبد الأربعين دينار اللي ديّني فيهم لحمة لما عزمت أهل مرتي قبل سنة، وثاني شي راح أعمله راح أشتريلي كندرة بدل هالكندرة اللي إلها برجلي ست سنين، وثالث شي راح أعمله بدي أروح رحلة عالعقبة أنا والمرة والاولاد ونجيب موز وكاشو وبزر بحكوا إنها رخيصة هناك، وآخر شي راح أعمله بدي أعزم حماي وحماتي على وجبة (منسف كركي) زمان هالمساكين ماأكلوا عندنا من وقت مادّينت من عند أبو العبد بالأربعين دينار 8 كيلو لحمة قبل سنة، المهم بحط مية نيرتي على مية نيرة المرة وبندلّل حالنا.
كانت تلك هي الكلمات التي سمعتها قبل أسبوع من (أبي نواف)، فهذا السيد أبو نواف والذي يعمل مدرّسا في إحدى المدارس كان ينام ويصحو وليس له سيرة إلا ال(مية نيرة) والتي كان يحلم هو وزوجته (أم نواف) خانم بالحصول عليها، والسبب في هذه الأحلام تلك الإشاعات التي انتشرت بحيث شاع بأن هناك مئة دينار للموظفين والمتقاعدين فبدأ أخينا أبو نواف بالتعاون مع حرمه المصون بتدعيم تلك الإشاعة ونشرها في كل مكان وكأنهما وكالتي أنباء متنقلتين، فبوجوده بمكان عملة لاسيرة له بين الموظفين إلا (المية نيرة)، وبوجوده في الشارع لايتكلم إلا ب(المية نيرة)، حتى بوجوده بالمسجد وبين يدي ربه لايتكلم إلا ب(المية نيرة)، حتى أنني سمعته يسأل أحد المصلين بعد الإنتهاء من صلاة المغرب ويقول(شو بيّّن إشي عالمية نيرة)؟ فما كان من ذلك المصلّي إلا أن رد عليه قائلا: (وحّد الله يازلمه بعدنا ماخلّصنا صلاة)!! فالمصلّون يسبحون ويذكرون الله بعد الصلاة وأخينا أبو نواف يسأل عن أخبار المية نيرة.
عموما بعد أن وضحت الأمور وتأكدنا بأن (المية نيرة) كانت مجرد إشاعة وحلم عند الكثيرين بما فيهم أبي نواف أصابني الفضول للبحث عنه بعد أداء صلاة المغرب ليلة البارحة، فتوجهت له بالسؤال(شو أبو نواف مافي مية نيرة)؟ فأجابني (لامية نيرة ولا حتى نص ليرة) الله بعين قروش اللحام أبو العبد بدل مانسددهن بصيروا 100 دينار لانه تورطت وصرت عازم حماي وحماتي، وبالنسبة للكندرة اللي خلاها تقعد برجلي ست سنين بخليها تكمل سبعتها، وبالنسبة لمشوار العقبة فكنا منه أصلا العقبة جوها نار وأهلها عايفينها، والكاشو والبزر فكنا منه كمان أصلا بضر المعدة وبعمل معي حرقة وللاولاد الزغار مش كويس ولو أم نواف ماركّزت أجيب كاشو كان مافكرت فيه أصلا!!.
كانت تلك الكلمات والتي سمعتها من أبي نواف خارجة بحرقة وقهر رأيته في عينية ،ربما لتلاشي ذلك الحلم واختفائه فعلى الرغم من حرصه على إخفاء ذلك القهر إلا أنني لمحته في عينيه، فياأبا نواف لاتعش على أحلام وتبني قصورا في الهواء إلا بعد أن تتأكد بأن تلك الأحلام ستتحقق، لأننا في مجتمع يعتمد كثيرا على الإشاعات ، فإن بقيت هكذا تأخذ بكل إشاعة تسمعها فأنا متأكد بأن كندرتك ماركة (باتا) ستكمل (يوبيلها الفضي) في قدمك قبل أن تحصل على ال(مية نيرة) التي تحلم بها أنت وأم نواف خانم.
majalimuathmajali@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد