كيف ترى قيادتي؟؟!

mainThumb

15-06-2009 12:00 AM

أصبحنا نرى في الآونة الأخيرة وفي كثير من دوائرنا ومؤسساتنا وشركاتنا عبارة تكتب على الكثير من وسائل النقل الخاصة بتلك الدوائر والمؤسسات والشركات وتلك العبارة مضمونها(كيف ترى قيادتي)، فربما أنها كتبت من أجل عكس الصورة الحضارية والإيجابية لتلك الدائرة أو تلك المؤسسة، وربما أن من يرى حسن القيادة والإلتزام لتلك المركبة يحكم ويقيّم تلك المؤسسة بأنها مؤسسة ملتزمة أو منظّمة ومتطوّرة من خلال الإلتزام بفن القيادة وأخلاقها إعتمادا على المبدأ القائل:( القيادة فن ذوق وأخلاق).
كنت قبل أيام أسير خلف مركبة تتبع لإحدى الدوائر الحكومية، وكان مكتوبا على الجهة الخلفية لتلك المركبة عبارة(كيف ترى قيادتي)،فليتني لم أر تلك العبارة لأن ذلك السائق والذي يتبع لدائرة حكومية كان يسير بتهور وكأنه يسير في أحد شوارع شيكاغو، فكان يعتمد في قيادته على مايسمى ب(التّفحيط) فلم يترك شارعا سار به إلا وترك له ذكرى(تفحيطيّة)، حتى أنني رأيت شرارا ينبعث من تحت الإطارات من هول مافعل بتلك المركبة والمطبوع على جانبها شعار تلك الدائرة الحكوميّة التي تتبع لها!!.
كثيرون أصبحنا نراهم بيننا وأمامنا يشبهون مبدأ ذلك السائق والذي وضع تلك العبارة القائلة(كيف ترى قيادتي)، فيتظاهرون بالإلتزام والصدق والإخلاص والإنتماء وهم بعيدون كل البعد عن كل ذلك، فنراهم يقيمون الإحتفالات والمهرجانات والمناسبات ويلقون الخطابات (النّاريّة) من أجل إثبات أنفسهم بأنهم أهل للإخلاص والإنتماء للوطن وهم بعيدون كل البعد عن هذا الإخلاص وذلك الإنتماء، فهدفهم هدف واحد وواضح وهو هدف (إستعراضي) فقط لاغير، فهم كذلك السائق الذي كتب على مركبته من الخلف (كيف ترى قيادتي) فكان مثالا لعدم الذوق وعدم الأخلاق في تلك القيادة، وهؤلاء الذين يتظاهرون بالحب والإخلاص والإنتماء ليتهم يضعون ملصقا عريضا على ظهورهم من الخلف ويكتبون عليه (كيف ترى صدقي) أو (كيف ترى إخلاصي) أو (كيف ترى حبي وانتمائي لوطني ومليكي)؟!!.
أجزم لا بل أقسم بأن الكثيرين ممّن يدعون الإنتماء والصدق والإخلاص ومن نراهم أمامنا على الطبيعة أو حتى على وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة سيكون حالهم كحال ذلك السائق الذي كتب على مركبته (كيف ترى قيادتي)، ظانّا بأن قيادته مثالا للذوق والأخلاق وهي بعيدة كل البعد عن كل ماله صلة بالذوق والأخلاق، فكانت مجرّد كتابة دون تطبيق، وهذا حال الكثيرين ممّن يدّعون الصّدق والإخلاص والإنتماء للوطن، فهم مجرّد أبواق تصدر هتافات استعراضيّة والهدف منها مصالح ومنافع شخصيّة تحت إسم الوطن!!.
majalimuathmajali@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد