وزير الأشغال .. والنماذج الغائبة

mainThumb

12-03-2010 12:00 AM

قد نكون ــ معشر الأردنيين ــ استثناء بين أمم الأرض وشعوبها ، استثنائيون بعاداتنا ... بتقاليدنا ... بطيبتنا وأصالتنا ... بعطشنا ... ببترائنا ... وبميتة بحرنا ... استثنائيون في كل ما فينا ، حتى في انتقاء وزرائنا . فالوزراء عندنا ولاّدون مورثون ، لا يخرج من صلب وزيرنا إلا وزير . وكأن ( للوزرنة ) عندنا جين وراثي ، ينتقل في العائلات والسلالات كصفة سائدة ، تماما كلون العيون ، أو لثغة اللسان .

وقد يكون وزيرنا المحبوب ــ وزير الأشغال ــ بابتسامته الآسرة ، وهدوئه الأخــّاذ ، وعينيه البراقتين اللاقطتين ــ وقلة من صحبه ــ استثناء من الاستثناء . أي : طفرة . ورغم أنه دخيل على السلالة الموسومة ، استطاع بقليل الأسابيع ، أن يبهر الكل ، وأن يضع اسمه على لائحة الوزراء ، الأكثر ترددا على ألسنة الناس ، وأكثرهم حظوة في وسائل الإعلام ، نستجلي ذلك من الحراك الذي دبّ في وزارته ، وهمة وعزم لا يكلان ولا ينثنيان ، يرافقهما عمل واع منظم دؤوب ، عله يسهم ببناء وطن هو الأعز والأبهى .

ولعل من يعرف الوزير عن قرب ، يدرك مدى إيمانه وانتمائه لوطن عشقه ، وتطرف في العشق ، يدرك إخلاصه ، وولائه ، وإيمانه ببناة هذا الوطن ، وبقدسية رسالتهم ، وبطيب أرومتهم ونقاء منبتهم . وزيرنا حين يتحدث عن الجائعين ، يتحدث بصدق ، فهو الأعرف بهم ، وحين يتحدث عن الفساد وأهله ، يتحدث بثقة ، فقد أمضى السنين يرقبهم ، ويرصد شرورهم ، ويتحين الفرص لاستئصالهم .

من يعرف وزيرنا ، لا يتوقع منه إلا أن يصطف مع فريق الجائعين المهمشين ، وحين يتحدث عن الوطن والإخلاص لقيادته ، فهو الأحق والأجدر بالحديث ، فهو ابن ترابه ، يعرفه بكل تفاصيله ، يعرف مدنه وقراه وبواديه ، كما يعرف شهداءه ووقائعه ، وأسماء خيوله وفرسانه . أخاله يعرف عديد أشجار الدفلى ، وعدد أزهار لبلابه وفراشاته ، تماما كمعرفته بأسماء عمال المياومة و موائدهم ، وأطباق حلواهم . يعرف شوارعنا شارعا شارعا ، يعرف حوارينا ، وأحيائنا ، فلطالما تاهت قدماه في دروبها ، وأوغلت في فهم تفاصيلها . يعرف وزيرنا المشاريع والعطاءات ، وأصحاب الصرر والهبات ، يعرف أصحابها وعرابيها ، يعرف الفاسدين منهم ، اللاهثين لسرقة البسمة من عيون الأطفال ، تماما كما يعرف الشرفاء المؤمنين بنبل رسالتهم ، الصابرين الصامتين .

كوزيرنا المحبوب ، نماذج كثيرة لوزراء غائبين . ننتظر اليوم الذي تغدوا به الطفرة صفة سائدة ، فوطننا وطن الشرفاء ، المنغرسين في أنساغه ، وطن الأشراف الذين نفخر بقيادتهم ، ونعتز بالولاء لهم .

t_obiedat@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد