أميركا الجميلة

mainThumb

28-04-2024 01:00 AM

من راشيل كوري إلى أرون بوشنل

بحثنا كثيراً عن الأمريكي الجميل لكننا لم نجده حتى في عالم هوليوود ولم نرى إلا الأمريكي ذلك البلطجي الذي لا يعرف إلا القتل والسلب والنهب والشرير الذي يريد كل شيء ولا بأس من توظيف أتباع له وعرائس تشبه عرائس المولد يحركها كما يشاء ويسقطها متى يشاء أي عندما يأتي دورها ويصبح وجودها لديه لا معنى له وعبئاً عليه فهذا الأمريكي هو المصلحة والمصلحة فقط .
ولكننا وجدنا في المرحوم الشهيد أرون بوشنل شهيد العدالة في أمريكا وهو مهندس شاب لا يتجاوز الخمس والعشرون عاماً من عمره حيث لم يقبل هذا الأمريكي الجميل بضميره الحي القتل والإجرام الصهيوأمريكي في غزة وانتفض صارخاً لن أقبل أن أشارك في إبادة الأطفال والنساء والشيوخ في فلسطين وغزة تحديداً ولكن شهيد العدالة أرون بوشنل يعيش في مجتمع صهيوني بنسبة 99% وأراد أن يضحي بنفسه وعلى طريقة المرحومة ابنة وطنه الشهيدة راشيل كوري ولكن بطريقة أكثر مأساوية وما يتناسب مع جريمة إبادة شعب بأكمله من الأبرياء في غزة حيث كانت الشهيدة راشيل كوري رحمها الله أرادت وقف تدمير بيت فلسطيني حيث وقفت أمام الجرافة محاولة منها منع الهدم صارخة لن تمروا إلا على جسدي معتقدة أن سائق الجرافة سيتراجع من أجل بلدها الذي هو كل شرايين الحياة للكيان الصهيوني المجرم ولكن السائق المجرم وحسب أوامر قادته الأكثر إجراماً كان مكلف بهدم البيت على رأس من فيه واستشهدت الأمريكية الجميلة راشيل كوري بدون أي ضجة إعلامية حتى في إعلامنا العربي ذات الإمكانيات الضخمة والذي أثبت أنه إعلام صهيوأمريكي بامتياز وجاء في أبشع وأقسى الأزمات في تاريخ أمتنا العربية لأجل أن يكون معول هدم وإحباط لذلك لم يتوقف الإعلام المأجور أمام مأساة استشهاد راشيل كوري إلا خبر عابر أما الأمريكي الجميل الشهيد أرون بوشنل فقد رأى جرائم ساسة وطنه وانحيازهم الأعمى للكيان الصهيوني واشتراكهم بل وهم الأساس في تدمير كل سبل الحياة في فلسطين وغزة تحديداً وأمام جرائم الإبادة البشعة لم يجد الشهيد أرون بوشنل نفسه إلا وقرر أن يوجه لأمته وشعبه رسالة بأقصى ما يكون عندما قام بإنهاء حياته حرقاً وهو يصرخ لن أقبل أن أكون مشاركاً في جرائم إبادة شعب بأكمله.
وأمام وكر العدو المسمى سفارة أنهى حياته موجهاً أعنف الرسائل لوطنه وأمته وأشعل النار بنفسه لتكون أقوى صرخة احتجاج أتت بثمارها في الكثير من الشارع الأمريكي والجامعات تحديداً التي انتفضت صارخة محتجة على جرائم الإبادة في غزة ، في الوقت الذي نرى جامعاتنا للأسف صامتة صمت الأموات بل وأصبحت ساحاتها ميادين للإقليمية والنعرات الدينية والطائفية الضيقة .
إذا دم الشهيدين راشيل كوري وأرون بوشنل أينعت وأزهرت رسائلهم كشقائق النعمان مبشرة بنهج أمريكي جديد متحرر من الصهيونية والنازية الحديثة .
أمريكا جديدة تؤسس من استشهاد راشيل كوري وأرون بوشنل ليقولوا للعالم أمريكا الجديدة قادمة أما الإعلام العربي ذات الإمكانيات الضخمة الذي تجاهل دماء الشهيدين إلا كخبر فهو إعلام في طريق الهاوية ولمزبلة التاريخ .
رحم الله الشهيدة راشيل كوري والشهيد أرون بوشنل ولا عزاء للصامتين






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد