صحيفة السوسنة الأردنية

لقد تجرأت أحذية المظلومين وأصحاب الحقوق الضائعة من ان تتكلم وان ترفض الظلم وقد استشرت في المجتمعات انفلونزا طائرة كريهة كالخنازير الا وهي انفلونزا الكنادر التي تأتي أكثر قساوة و ألما من غيرها من الامراض واعراضها لا تظهر الا فجأه عندما يطير حذاء ويقتنص وجه رئيس دوله عظمى كالذي حصل مع بوش و زعيم صيني اخر وفي الجامعات ومجالس النواب الى اخر حذاء من طالب تركي وجه ضد وجه رئيس الصندوق الدولي .

لم نعرف اهمية الاحذية الا في هذا الزمن الغاشم الذي تتوالى فيه الانتصارات تباعا من فرسان واجهوا الظلم في بلادهم وحققوا النصر امام شاشات التلفزيون وامام المشاهدين جميعا .

لقد اظهروا بأحذيتهم الطائرة مثالا يحتذى به واصبحت كل اهتمامات الشعوب بالاحذية فزادت انواعها وصلابتها والوانها واصبح كل مواطن يهتم بحذائه كل صباح ومساء لعله يطير يوما على وجه مسؤول لا يخاف الله لومة لائم.

لقد اصبح الحذاء رمزا لطالب الحرية والسلام بعدما كان رمزا للاهانة والتبذيل

لم نعرف يوما ان كنادرنا التي تمشي على الارض ستصبح مفخرة لمرتديها يرفعون رؤوسهم الى السماء ويباعدون خطواتهم للتباهي بها وهي ترفرف عاليا في وجه أعداء الامة الاسلامية والعربية .

لقد كان يحزنني منظر في وسط عمان للرجل الذي يعتاش من وراء مسح الكنادر لاناس يقدمون احذيتهم اليه ليمسحها لهم وانا امتعض من هذا الاسلوب الذي كنت اشعر به بانه نوع من الاهانة لهذا الرجل المسكين.

ولمّا رأيت هيبة الحذاء... إلتزمت الصمت وتوقفت قدماي عن المشي لاشعار اخر..هي الاعراض نفسها التي تظهر على حاملي هذا المرض الطيّب.

hanoon78_hayajneh@yahoo.com