يرزق الله

mainThumb

31-05-2025 11:28 PM

من المحزن أن تجد التاجر ينتظر حتى يدخل المشتري في منتصف النهار ليبدأ البيع، والشوارع خالية من المارة. أين ضجيج المدينة وحركة ما قبل العيد وحتى ما بعدها ؟ لأن الوضع أصبح يشبه بعضه. أريد أن أسأل: هل الأسواق لم يعد لها رواد؟ هل لا يريد الناس المأكل والمشرب والملبس؟ والأطفال لم تعد بحاجة إلى الألعاب وبعض الملابس، وحلويات الأعياد وشراء الأضاحي أصبحت من الأمنيات. كيف كنا ونحن صغار، كان أهلنا يدخرون لنا حتى نشتري ونجدد الملبس. دخل الأسرة كما كان بفارق السنوات، والفقر كما هو، لكن ذهبت الرغبة في الشراء والتجديد حتى لو بالقليل. والدينار لم يعد يدعم العشرة دنانير في شراء فستان لطفلة، لأن الفستان يحتاج الكثير. بل لم تجد العشرة دنانير قيمة في أسواقنا، حتى إذا فرطت الخمسين دينار تعود بلا دنانير.

حالة من القلق على المستوى التجاري، واحد من الأمثلة في مدينة إربد. تسير في الشوارع، تسمع دعوات من أصحاب المحلات، أصواتهم تتعالى: "تفضل لدينا كذا وكذا، لدينا عروض"، والجميع يريد أن يجذب المشتري حتى لو بربح قليل. حتى البضاعة لم تُجدد، ملابس فصل الصيف الماضي تُعرض من جديد لربما تُباع. الأسواق الشعبية لا تقل ركودًا عن المولات، بل هي أدهى وأمر. وتعود وتقول إن حالة سادت من الاستغناء عن متطلبات الحياة في كل المواسم، لم تعد لها أهمية بعد استنزاف الراتب الشهري، ويحقق المواطن أقل الأمنيات في المأكل فقط. أصبح المواطن يشتري الملابس فقط للضرورة القصوى، ومؤشر حالة النمو كما يقال تراها بأعيننا بدون دراسة، والخروج عبر الإعلام. لكن كل سنة يكون الوضع أصعب، والظاهر أن تلك المؤشرات لم تأخذ بالغة الأهمية من قبل أصحاب القرار.

ماذا بعد؟ انتظار الفرج من قبل المواطن حتى يزيد راتبه، والتاجر ينتظر الزبون حتى يقبض راتبه، وانتظار الوقت حتى يأتي الراتب من شهر إلى شهر.. والجميع يقول: يرزق الله.. والنعم بالله.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد