إنت قدها؟؟؟؟

mainThumb

08-07-2009 12:00 AM

رحمة منذر مريان

إكتشفت مؤخراً أنني أواجه الدهس في اليوم الواحد مرات عدة، أدهس كلما طالعت جريدة أو موقعاً الكترونياً فتؤلمني قدماي بشدة لأنهما عاجزتان عن المشي خطوة واحدة لإيقاف هذا الحال، يتناثر دم الغيظ من دماغي على وقع خبر وفاة أحدهم ببساطة!!!، أطير على رصيف "صورة" لطفل أصابه الشلل إلى أبد الآبدين، ثم يدهس روحي ذهاباً وإياباً ذلك التوقيع الخبيث بصيغته البلهاء : حادث أليم، حادث مؤسف، حادث مروع، حادث رهيب،حادث أخو أخته..........

تدهسني تلك الكلمة فأتألم وجعاً لكون الأمر عادي وليس بالشيء العظيم، أمر "حدث" فأصبح حادثاً، لذلك فقد قررت مطالبة مجمع اللغة العربية بأن يتم تغيير هذا المصطلح واستبداله بلفظ مدوي وأكثر دموية، لفظ يسري القشعريرة في الأبدان ويشعرنا بشناعة المشهد فنطالعه بشكل مختلف: مخفوق دماء على أوتوستراد الزرقاء، سلطة لحم بشري على ثغرة عصفور، عجينة سيفيا بنكهة رجل ثلاثيني مرشوش عليها قطع طفولة في الصحراوي، أريد أن نشعر بالغثيان والرهبة والإشمئزاز المطلق كلما قرأنا خبراً من هذا القبيل.........

وبالنسبة لك ياصاحبي وإن كنت بصدد شراء مركبة فإنني أنصحك بالتريث قليلاً قبل الإنضمام إلى جموع "الداهسين" وإن لم تكن للسيارة ضرورة في حياتك فاستغني عنها، وإذا كانت لزوم البرستيج فبإمكانك شرائها و وضع صورتها في محفظتك و أوراق ملكيتها في جيبك والمفاتيح في ميدالية ذهب و"إحلف يمين انه عندك سيارة"، والسيدات أيضاً بإمكانهن إرتداء المفاتيح على هيئة قلادة بدلاً من "قيادة" ليصبح لدينا قلادات بي ام ومرسيدس ودايو كلاً حسب مستواه المعيشي، ولتنتشر بيننا ثقافة سيارة "الوقف" التي تنم عن حجم إدراكنا لمسؤوليتنا تجاه أنفسنا وتجاه الآخرين، سيارات نوقفها عن المسير لوجه الله تعالى واحتراماً لبيئتنا "إلي تبهدلت صحتها" وإكراماً لوجه شيخ جليل من التضرج بالدماء على اسفلت الاستهتار........

وأخيراً أخي "الداعس" أستحلفك بالله أن تضع أهل بلدك بين عينيك لا تحت عجلات سيارتك وأن تقف مع نفسك وقفة إنسانية بحق فتأخذ عليها عهداً بأن لا تجلس خلف هذا المقعد ولا في تلك العلبة إلا اذا كنت عن جد "قدها" وإذا كنت مش قدها أمانة عليك "لاتقودها"............



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد