مصر والجزائر .. طوارئ عربيّة !

mainThumb

11-11-2009 12:00 AM

حالة من التّرقّب المشحون بالحذر يعيشها الكثيرون من العرب المصريين والجزائرين، لا بل تعدّى ذلك الحذر حدود البلدين ليصل إلى الكثيرين من العرب من مختلف المنابت والأصول، وسبب كل ذلك الترقب المغلّف بحالة الطوارئ هو انتظار تلك المباراة التي ستجمع المنتخبين المصري والجزائري ضمن تصفيات كأس العالم لكرة القدم، والتي ستجري يوم السبت الواقع في الرابع عشر من الشهر الجاري، تلك المباراة التي جعلتنا نرى ونسمع ونقرأ الكثير من الأمور والتي أعتبرها أمورا وتصرفات مستهجنة ولا تنم عن أي فكر عربي أصيل.

دخلت قبل أيام عبر شبكة الإنترنت على أحد المنتديات المختصة بالجانب الرياضي، ففوجئت بتلك التعليقات والمشاركات المختصة بتلك المباراة وكأنّ أصحاب تلك المشاركات من أبناء العروبة سواء كانوا جزائريين أم مصريين يعتبر كل واحد منهم أخاه العربي يهوديا صهيونيا ليكيل له كل ذلك الحقد الذي رأيته عبر تلك المنتديات، فرأيت رسما يصوّر رجلا مصريّا يضع قدمه فوق رأس شاب كتب على قميصه تحيا الجزائر، ورأيت رسما آخر يضع رأس لاعب مصري على جسم راقصة عارية، ومن ضمن ما رأيت أيضا من تلك التفاهات المخزية رسما يوضح الأهرامات وقد دُمّرت بفعل أقدام جزائرية، حيث ظهرت تلك الأقدام تطأ فوق تلك الأهرامات، فالسؤال الذي يطرح نفسه هل هذا هو الأسلوب الحضاري الذي يعكس حرية التعبير بين أخوة عرب تجمعهم أواصر الأخوّة والمحبة والتقدير؟!!.

ربما أن من يقرأ ويشاهد تلك التفاهات ممن هو من غير العرب سيدرك مدى التخلّف والجهل الذي وصل له الكثيرون من أبناء العروبة، ذلك الجهل الذي يعكس مدى (محدودية الفكر) عند الكثيرين من أبناء العروبة، فأتمنى أن تنتهي لحظات تلك المباراة المرتقبة على خير، وألّا يسود ذلك الحقد الذي رأيناه عبر المنتديات بين اللاعبين والجماهير والذين سيكونون متواجدين في أرض الملعب لأنهم في النهاية أخوة في العروبة والدم.

لاأنكر شخصيا أنني أتمنى تأهل المنتخب المصري، ولكن هذا لايعني أنني أدعو للفريق الجزائري بالفشل، ففي النهاية كلنا عرب أشقاء ولكن لابد أن يكون لأي واحد منّا ميولا ولو بدرجة قليلة لأحد الفريقين والّذين نتمنى لهما كل التوفيق والنجاح.

كم كنت سعيدا عندما سمعت حوارا بين شخصين مصريّين، فالمعلّم (عبدالمنعم) كان يقول أثناء تناوله لوجبة الغداء في أحد المطاعم: (هنخلّي الجزائريين ينتحروا على أسوار القاهرة) وكأنّ ذلك الأخ المصري مقدم على (حرب ضروس) مع العدو الصهيوني!! فأثارت تلك الكلمات مشاعر عامل المطعم (علي المصري) عندما ردّ عليه قائلا:(كلّنا عرب ياعبدالمنعم وأخوّتنا ماتنهزّش بأمور زيّ كده)، وأنا أردّد وأكرر من هنا وعبر السوسنة الأردنية العربية الحرّة فأقول:( ديننا وأخوّتنا وقوميتنا روابط راسخة مقدّسة لاتهزّها أيّ ريح، فأخوّة الدّين واللغة والعرق أقوى من أي أخوّة مهما كان نوعها، وبكل تأكيد فإن أخوّة كتلك الأخوّة (ماتنهزّش بأمور زيّ كده)!!..

majalimuathmajali@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد