من ذاق مرّ الحياة لن تغريه الفرص

mainThumb

19-05-2024 02:35 PM

من ذاق مر الحياة لن تغريه الفرص، اليوم اكتب هذه المقال الثالث خلال اليومين الماضيين، المقال الذي أصبح لا يدل إلا عن كمية المأساة التي نعيشها في عالم أشبه بقرية مهجورة من السكان، قرية منسية لا أحد يعلم عن وجودها، منبوذة من جميع الفئات البشرية، كطفل يتيم أطلقوا عليه اسما بعيدا عن اسم من تركوه يواجه مصيره بالحياة وحيدا...

أصبح حالنا كحال ذلك اليتيم، الذي لا يعلم عن نفسه شيء، لا يعلم ماذا تخبئ له تلك الأيام القاتلة، هل سيكون قادرا أن يكون كما يجب أن يكون، أم سيبقى يواجه مصيره بين أيام لا تعرف معنى الإنسانية، أيام لا ترحم من كان قويا حتى ترحم من كان ضعيفا.

 كتلك القرية المهجورة الذي اعتادت أن تبقى مهجورة، ونحن اليوم اعتدنا أن نبقى كذلك، اعتدنا أن نبقى مهجورين إلى الأبد، اعتدنا أن لا يستذكرنا أحد لكي تستمر المعاناة على ما كانت عليه...

لا أعلم ما هو المطلوب من ذلك، لا أعلم هذه عقاب أم الحياة خلقت كذلك، أم الخلل كان منا، اليوم أصبحنا مشتتين بين لا شيء، ما علينا اليوم ألا إن نخرج من عنقها بأقل الخسائر النفسية.

 اليوم اكتب هذا المقال ليحمل الجزء الثالث من المعاناة، ليحمل لنا الكثير من المعاني الذي يجب أن تكتب ليكتمل ما كتب من قبل، لتكتب عن حجم الصعوبات التي تواجه الكثير منا في هذه الحياة.

 نحن اليوم نواجه كثير من الصعوبات التي لا يمكن أن نجد لها الحلول الكافية، الصعوبات التي ستبقى عائقا أمام كل ما نسعى للقيام به، الصعوبات التي ستبقى عالقة في عقولنا إلى الأبد...


كمْ تمنيت أن تنتهي مأساتنا الذي ابتدأت منذ عقود، عقود سرقت من عمرنا الكثير والكثير، عقود كانت البداية التي لا نهاية لها، كمْ تمنيت أن نستعيد شريط ذكرياتنا من رفوف النسيان، كمْ تمنيت أن نعيد تلك اللقطات التي كانت بمكانة رسالة لنا أن لا شيء يدوم طويلا، الرسالة التي حدثتنا أن لا شيء يأتي أجمل مما سبقه، الرسالة التي كانت تعلم ماذا ستحمل لنا قادم الأيام، إلا أننا لم نقدم لها ذلك الاهتمام لكي تقدم لنا كامل الحقيقة...

 ستبقى تقدم لك الحياة من دروسها ما يغنيك عما تعلمته في أرقى الجامعات ومعاهد العالم بأكمله، ستبقى تلك الدروس ترافقك طول سنوات حياتك، ستعلمك الكثير من المعاني، ومن أهمها معنى الإنسانية، الذي وضعها الله في قلوب من ذاق طعم المعاناة، التي لا يستطيع أحد غيرهم أن يمتلكها...

 أعان الله الصامتين على ضجيج قلوبهم.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد