أنا معلم

mainThumb

19-03-2010 12:00 AM

سليمان أبو شلذم

أنا الأكثر حبا وولاءً للوطن .أنا من الذي زرع فيكم حب الوطن وان الأصل يغلب الفرع ولو علا فوقه لأن الرياح لا حول لها مع الجذع ولكنها بكل سهولة تكسر الغصن. فلماذا المزايدة علي؟

هل تعرفون أنني الأغزر علما والأكثر إطلاعا وثقافة؟ وإنني اعرف ما لا تعرفون؟ وأنني الأوسع قلبا حيث يحتوي قلبي كل فلذات أكبادكم في داخله وأنني أتحمل طيشهم ونزقهم واتركهم يتحركون في داخلي حيث يشاءون. وأتقبل محبتهم لتسمو بها نفسي وأنني أتألم عندما يتألمون وانجح عندما ينجحون واشعر بالفشل عندما يفشل أحدهم واتهم نفسي بالتقصير وكأنني أقول تلك نفس انتزعها الجهل منى انتزاعا. لا أظنكم تعرفون ذلك أيضا وإلا لما سخرتم مني.

هل تعرفون أنني الأكفأ بين موظفي الدولة فيما يناط بي من عمل وإلا لما انتدبتموني في كل التظاهرات الوطنية الانتخابية والإحصائية ليس إلا لأنني الصادق الأمين ومع ذلك خونتموني في تربية أبنائكم واتهمتموني بعدم الحرص عليهم.

أنا لست مظهرا أتباهى به فأنا لست عارض أزياء ولا ممثل مسرح. أنا الحياة كلها.

أنا من يقاتل من أجل حقوق أبنائكم في التعليم . ولدت يوم ولد أول سؤال على شفتي طفل صغير وترعرعت معه لكي أنير له الدرب وافتح أمامه أفاق الكون.

أنا محمد وعيس وموسى وكل أنبياء الأرض عليهم السلام لأني بهم اقتدي وعلى طريقتهم أسير. أنا وريث الأنبياء وصديقهم. لم ارث مالا ولا متاعا ولكني ورثت نورا اهدي به نفوسكم وأنير به قلوب أبنائكم.

أنا من زرع في قلوبهم أشجار العلم وقلّمها وحوّلها أقلاما يخطون بها رسائل محبتكم ففرحتم به ونسيتم من أعطاهم إياها ومع ذلك فإنني مسرور سعيد بهم.

أنا داخل الصف ممرضا وطبيبا وممثلا وصديقا وواعظا وسائقا ومرشدا وبعد كل ذلك أنا الأم والأب عندما تنسون أدواركم. أنا سقراط وأفلاطون وابن سينا وابن رشد وكل فلاسفة الأرض أحييهم من مماتهم وانطق بقولهم لأنير دروب أبنائكم.

أنا الخرائط والأشكال والأرقام والمسائل الحسابية والفتاوى الدينية وكنوز الأرض والعلم التي تدور في عقول أبنائكم. فمني قد أخذوها وكنت كريما معهم ولو كان لدي المزيد لأعطيتهم فرحا مسرورا.

أنا جبال الهيملايا في إرتفاعي وأعمق في داخلي من غور الأردن. ليس لي قرار وأحوي كل كنوز الأرض وامنحها لمن يريد البحث عن المجد والسمو وأبقى أنا في مكاني ثابتا مهما أخذوا مني دون أن يعطوني. تنمو في داخلي معرفة انتظر الباحثين لعلى امنح المزيد فنبعي لا ينضب ومائي غزير.


أنا المعلم وأشكر الله على ذلك كل يوم وأفخر بمهنتي وسأظل أفخر بها.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد