رمضان والغلاء

mainThumb

26-08-2008 12:00 AM

            عيد ابورمان
من الطبيعي أن يفرض شهر رمضان المبارك نوعاً من حمى الشراء لدى الناس , وذلك بزيادة الميول الاستهلاكية المرتبطة بالشهر الفضيل بخلاف المنظور الديني الحقيقي , وهنا يأتي دور الحكومة واجهزتها المعنية وذلك بتوفير كافة المستلزمات للشهر الفضيل والمحافظة على المخزون الأستراتيجي .

وطبعاً الحكومة ممثله بوزارة الصناعة والتجارة بغياب وزارة التموين ستقف عاجزة ولن تحرك ساكناً أمام الغلاء الذي سيتصاعد في اسعار الخضار والفواكه والمواد الغذائية واللحوم في الشهر الفضيل , مع انها طمأنت الشعب وفتحت الأسواق الشعبية للشهر الفضيل وقالت الحكومة بالحرف الواحد بأن الأسعار ستكون عادية وبمتناول ايدي الجميع ولكن نعرف حكومتنا تقول وهل تنفذ , وأدعوا الله هذه السنة ستطبق ما تقول مع اني اشك بذلك حيث أتوقع بأن اسعار اللحوم البلدية لن تقل سعر الكيلو غرام عن 8 دنانير والخضروات والفواكه حدث ولا حرج ولنا لقاء في رمضان . فمهما كانت الأسباب والأعذار التي تعزى اليها اسباب الغلاء إلا انها تبقى غير منطقية وغير مقبولة , لذا نطالب الحكومة بفرض تسعيرة ثابته لأسعار بعض المنتجات الغذائية الأساسية اسوة بعدد من الدول المجاورة , وفرض التقيد بها بشكل إلزامي وحفاظاً على أموال المستهلكين ومحاربة لفكرة الشجع والطمع الذي ينتشر في هذا الشهر الكريم , والجميع يعزو الغلاء لإرتفاع اسعار النفط والتي هبطبت بنسبة 20 % , ولكن كما قلنا الحكومة ترفع الأسعار النفطيه حسب السعر العالمي وتخفض حسب الميزاجية والتي تكون دائما ضد مصالح المواطنين .

ونحن كشعب اردني لا نسمع سوى التصريحات النارية في الاعلام ولكن حقيقة على ارض الواقع لا نجد شيئاً ملموساً سوى وضعنا الاقتصادي والمعيشي من أسوأ الى أسوأ , حيث من البداية صرحت الحكومة بربط الرواتب بالتضخم ولم يحصل واقول دائماً وأبدا الشتاء على الأبواب , وراتب الموظف كاملاً لا يكفي للتدفئة المنزلية , وهذه الحقيقة المرة التي لا تحب ان تسمعها حكومتنا .

سؤالي الأخير هل تستطيع السلطة محاربة التجار لرفعهم اسعار المواد الغذائية في رمضان الفضيل أم انها ستكون الشريك الاستراتيجي والداعم لهم في عمل ذلك , أم التجار هم الحكام ومن سيحارب نفسه , وأخير المظلوم والمهضوم حقه بجميع الاتجاهات هو المواطن المسكين حيث إن قاطع مات جوعا وإن اشترى لا يبقى لديه ما يغطي به حاجاته الأخرى , فهو سائر الى الهاوية في كلا الحالتين , والى متى سيبقى الشعب الأردني بهذا الحال حيث بعد شهر رمضان الكريم " عيد الفطر السعيد " والسعاده هي لأطفالنا ومن سيدخل عليهم السعادة ... ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد