الطفيلة مظلومة!!

mainThumb

11-07-2009 12:00 AM

بسـام محمد العـوران

قبل ان اخوض بالموضوع اود ان اوضح انني شخصيا لم اطلب في حياتي اية خدمة من أي نائب من نواب الطفيلة سواء النواب الحاليين او الذين سبقوهم. يعني ولا نائب له أي فضل علي. فقط أخطأت مرة وطلبت من احد نواب الطفيلة خدمة ما لشخص معين ؛ ولكن للاسف تبين ان هذا النائب كذاب ومراوغ ولم يؤد الخدمة له.

وهنا اتساءل هل هناك جهات معينة او اشخاص اصحاب نفوذ يتعمدون عدم الالتفات للطفيلة واقصد تطويرها وجعلها منطقة تنموية اسوة بباقي المدن؟ والكل يعرف ان الطفيلة فيها من المقومات المتنوعة التي تجعلها تنافس مناطق اخرى. ويمكننا ان نقارن الطفيلة من حيث الطقس اولا بمصايف في لبنان وسورية ، فدرجات الحرارة في فصل الصيف تكون في الطفيلة اقل درجات مثل عجلون والشوبك على مستوى المملكة.

وهذا يدل على انها عبارة عن مصيف لكن بدون خدمات. فلو اهتمت الحكومات المتعاقبة والحكومة الحالية ، بمحافظة الطفيلة لكانت احدى المصايف الشبيهة بأي مصيف في لبنان على سبيل المثال. لقد كنت في وقت ما في فصل الصيف في جولة في احدى مناطق الطفيلة فتفاجأت بالضباب يغطي تلك المنطقة ، وهذا يدل على ان مناطق الطفيلة تصلح ان تكون مصيفا يرتادها الناس من الداخل او الخارج. وربما تصبح الطفيلة يوما ما منطقة جذب سياحي تنفع اهلها قبل كل شيء ، تخفف من الفقر والبطالة ويمكن تدريب الشباب على مهن تدخل في باب الخدمة السياحية وتتطور العقول وتتضاءل معها ثقافة العيب وعندها تقام المشاريع السياحية من قبل مستثمرين من الداخل او من الخارج. الا يحق لنا ان نحلم؟ الا يحق لابن الطفيلة ان يحلم ؟ او يصبح الحلم حقيقة.

بكل اسف ورغم انه يتواجد على اراضي الطفيلة كبريات الشركات مثل الاسمنت والفوسفات، الا انه مازالت هذه الشركات مقصرة في المساهمة باقامة المشاريع التي ترفع عن كاهل الناس مايعانونه من فقر وبطالة. ولماذا لاتكون منطقة الطفيلة منطقة سياحية او صناعية او زراعية؟ فالتنوع الذي تحظى به الطفيلة يتيح لها ان تكون كذلك.

 

المواطن لايتطور اذا لم يحظ بدعم حكومي وكما يقال (فاقد الشيء لايعطيه) فكيف سيتطور المواطن طالما انه لايملك شيئا ولا قرارا وربما لايستطيع تحصيل قوت يومه. وهنا اود ان اذكر بان الطفيلة التي تزخر بالمقومات المتنوعة التي تؤهلها لان تكون منطقة تنموية ، تستحق الاهتمام والالتفات لها حيث تتمتع بميزات جغرافية وسياحية ، بالاضافة الى انه يمكن استغلال ثرواتها الطبيعية للنهوض بالواقع التنموي والخدمي فيها. فقد كانت الطفيلة قديما منطقة مصدرة للحبوب والفواكه والزيت والسمن البلدي والصوف وغيرها. الطفيلة ام الشلالات وعيون الماء بالعشرات كانت تتدفق وتسقي البشر والشجر والحجر. اين هي الآن؟

هناك من يريد ان يبقى على حياة الناس بالتنقيط وبالقطارة مثل دجاج المزارع كالمثل الشعبي (قوت ولاتموت). الجوع والفقر والحرمان والرعب من المستقبل كله بسبب الفساد ، فساد النفس اولا ثم الفساد الاداري الذي اصبح منهج حياة بالنسبة للبعض.

المسؤولون في الاردن ، لماذا لايقتدون بجلالة الملك الذي يعرف بلده من اقصاها الى اقصاها ، فيتلمس حاجات الناس ومعاناتهم ويقوم بنفسه بزيارة هنا وزيارة هناك وهاهي اياديه البيضاء تنثر السعادة على الاسر العفيفة ولا يخفى عليه خيمة او بيت شعر (شق) في الصحراء حتى يزور تلك العائلة ويستمع لمعاناتها ويأمر بتحسين وضع تلك العائلة في ذلك (الشق). اين الوزراء ؟ هل جميعهم يعرفون مناطق الاردن ؟ هل زاروا الطفيلة على سبيل المثال؟ ام انهم في المكاتب المكيفة والسيارات الفارهة وكأننا دولة بترولية!!

امام كل ماذكرت ؛ ألا تتضافر الجهود لتحسين المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لمحافظة الطفيلة ، حتى يلمس اهلها ان التغيير قادم باذن الله.

e-mail: bassam_oran@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد