الإنســان والبيئـــة

mainThumb

12-07-2009 12:00 AM

حظي موضوع البيئة والدراسات البيئية باهتمام المتخصصين والرأي العام في العقدين الأخيرين، وكثرت الموضوعات والدراسات التي تناولت قضايا البيئة ومشكلاتها وبخاصة بعد أن أخذت الموارد الطبيعية في النضوب والاستنزاف وباتت التربة والهواء والماء والموارد الغذائية ملوثة بأنواع شتى من المواد الكيميائية والسموم وهو أمر أسهم بدور كبير في زيادة الأمراض.

إن البيئة بشقيها الطبيعي والمشيد (البشري) هي كل متكامل إطارها الكرة الأرضية (كوكب الحياة)، ومحتويات هذا الإطار ليست جامدة بل إنها دائمة التفاعل مؤثرة ومتأثرة، والإنسان نفسه واحد من مكونات البيئة يتفاعل مع مكوناتها بما في ذلك أقرانه من البشر، وقد ورد هذا الفهم الشامل على لسان السيد يوثانت الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة حيث قال: "إننا شئنا أم أبينا نسافر سوية على ظهر كوكب مشترك، وهذا يتطلب من الإنسان –وهو العاقل الوحيد بين الكائنات الحية- أن يتعامل مع البيئة بالرفق والحنان ويستثمرها دون إتلاف أو تدمير.

وإذا كانت البيئة هي الإطار الذي يعيش فيه الإنسان ويحصل منه على مقومات حياته من غذاء وكساء ويمارس فيه علاقاته مع أقرانه من بني البشر، فان أول ما يجب على الإنسان تحقيقه حفاظاً على هذه الحياة أن يفهم البيئة فهماً صحيحاً بكل عناصرها ومقوماتها وتفاعلاتها المتبادلة ثم أن يقوم بعمل جماعي جاد لحمايتها وتحسينها وان يسعى للحصول على رزقه وان يمارس علاقاته دون إتلاف أو إفساد.

يعتبر الإنسان إذن أهم عامل حيوي في إحداث التغيير البيئي والإخلال الطبيعي البيولوجي منذ وجوده وهو يتعامل مع مكونات البيئة، وكلما توالت الأعوام ازداد تحكماً وسلطاناً في البيئة وخاصة بعد أن يسر له التقدم العلمي والتكنولوجي مزيداً من فرص إحداث التغيير في البيئة .

وتكمن عوامل اختلال التوازن البيئي في الأنظمة البيئية في وجود الملوثات التي ازدادت مع ازدياد دخل الأفراد وما سيستهلكونه من الموارد الطبيعية لتشغيل المصانع وخطوط إنتاجها واصبح اعتمادهم على تلك المنتوجات لتغطية احتياجاتهم اليومية، مما دفع المصانع لتوفير هذه الاحتياجات من اجل الكسب المادي دون التركيز على الآثار السلبية التي قد تحدث للبيئة، والتي تتمثل في ظهور عدد من المواد الجديدة في وسط من أوساط البيئة (الماء والهواء والتربة) والتي تسبب زيادة نسبتها عن المعتاد إلى الضرر بالكائنات الحية واختلال التوازن البيئي وتسارع في زيادة حجم التلوث البيئي، وقد اهتمت دول العالم بظاهرة التلوث منذ النصف الثاني من القرن العشرين.

وتعتبر مشكلة التلوث أحد أهم المشاكل البيئية الملحة التي بدأت تأخذ أبعاداً بيئية واقتصادية واجتماعية خطيرة خصوصاً بعد الثورة الصناعية في أوروبا والتوسع الصناعي الهائل المدعوم بالتكنولوجيا الحديثة، وأخذت الصناعات في الآونة الأخيرة اتجاهات خطيرة متمثلة في التنوع الكبير وظهور بعض الصناعات المعقدة والتي يصاحبها في كثير من الأحيان تلوث خطير يؤدي عادة إلى تدهور المحيط الحيوي والقضاء على تنظيم البيئة العالمية.

***وللمزيد عن هذا الموضوع انظر :

- الحوسني، طلال سيف (2005)، "حماية البيئة الدولية من التلوث"، على موقع: www.alhosanilaw.net/82%zotalal.doc

- دلاشة، أحمد وزملائه (1984)، "التربية البيئية ودورها في مواجهة البيئة في الوطن العربي والعالم"، ط2، مطبعة الزهراء، عمّان.

- عابد، عبد القادر وزملائه (2004)، "أساسيات علم البيئة"، ط2، دار وائل للطباعة والنشر، عمّان،.

- غرايبة، سامح وفرحان، يحيى (1991)، "المدخل إلى العلوم البيئية"، ط3، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمّان.

- غرايبة، خليف (2005) ، " السياحة البيئية " داريافا للنشر والتوزيع ، عمان .

www.wildlife-pal.org/environment.htm



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد