طلبة الجامعات يدللون أنفسهم وآباءهم يتحملون الاهانات

ومضات

طلبة الجامعات يدللون أنفسهم وآباءهم يتحملون الاهانات

21-07-2009 12:00 AM

زبيده الهواري

نستبشر خيراً حينما نرى على قسماتِ وجوه طلبةِ الجامعاتِ علامات العزيمة والإصرار لنجاح والتفوق في دراستهم الجامعية, ولكن سرعان ما تتغير عقارب الساعة لتشير إلى ظهور آثار جانبيه لتلك العلامات لا يرغب احد في ظهورِِها متمثلة بالملل والضجر من روتين المحاضرات المستمر وقلق الامتحانات الدائم .

وانطلاقاً من المعتقد السائد لديهم بان الوقت يفقد قيمتهِ داخل المحاضرات تبدأ لديهم رحلة البحث عن ملذات الحياة الجامعية متجاهلين قرارات الدكتور الصارمة التي يفتتح بها محاضرته "من تجاوز الغياب يحرم" "ومن يرسب لن ينجح" .

يقضون ذلك الوقت بما حرم الله

يدللون أنفسهم في جلسات غرامية يشاركهم بها صوت فنانهم المفضل ورائحة القهوة الفرنسية وفي جلسات شبابية يحلو بها شرب القهوة" والارجيلة" ومعاكسة الفتيات يقضون ساعات طويلة في تبادل الشتائم والألفاظ البذيئة التي لا تليق بشباب جامعين ينتظر الوطن سواعدهم

يدللون أنفسهم على حساب "جيوب آباءهم" وقوت إخوانهم طردت من قلوبهم الرحمة والشفقة على آباءهم الذين تقدم بهم العمر وتقوست ظهورهم وتناثرت على جبينهم حبات العرق يعملون ليلاً ونهاراً صيفاً وشتاء من اجل توفير رسومِهم ومصروفهم الجامعي الذي يصرف في ملذات محرمه.

نتيجة للغياب المتكرر يشعر الطالب بأنه "على كف عفريت" وهو مهدد بالفصل والحرمان ُيجري محاولات عديدة مع مدرس المساق التعليمي في إعطائه فرصه أخيره ولكنها تبؤ بالفشل والخذلان .

عذبني مشهد ذلك الرجل المسن الضعيف الجالس على ركبتيه بجانب مكتب الدكتور المغلق دفعني منظره المحزن بأن اعرض عليه مساعدتي .

قال لي:بأنه ينتظر قدوم الدكتور الفلاني بخصوص ابنه .

دخل ذلك الرجل إلى الدكتور يتوسل إليه بأن يتراجع في قرار فصل ابنه من المادة يشرح ظروف حياته الصعبة بلهجة لا تحمل سوى الحزن والكآبة والرغبة في البكاء ,شعر بأن ليس هناك أملاً بأن تدفع الرياح سفينته فأصيب بخيبة الأمل.

خرج من دون أن يتفوه بكلمه واحده فلم يعد أي فائدة لذلك القمح المحروق نظرتُ إلى عينيه الجاحظتين فلم أرى سوى الصبر الذي لن ينفذ في تحمل أهانه الحياة في البحث عن لقمة العيش وأهانه القلوب التي لا تعرف الرحمة .

دللوا أنفسكم كما تشاؤن فسيأتي اليوم الذي تهانون به وتندمون على ما فآتكم .

zs_hawari@yahoo.com