حكومات جباية

mainThumb

22-07-2009 12:00 AM

تحسين التل
تحولت حكومات الأردن منذ الإنطلاقة الأولى لشرارة رفع الأسعار الى حكومات جباية منذ مطلع التسعينات، وقد بدأت بوتيرة متصاعدة مع عدم تأثر المواطن بالارتفاعات المتكررة لأن الدخل الشهري كان يكفي نوعاً ما مع وجود ثقافة: أي شيء بالدين خذ منه رطلين .
وقد ساعدتنا بعض الدول العربية وأبرزها العراق على تجاوز كثير من الصعوبات الاقتصادية واستقرار سعر صرف الدينار، وعدم تهريب المنتجات الاردنية بحجة الإستثمار والتصدير، وعاش المواطن طفرة سعيدة من حياته قبل انهيار النظام العراقي وبدء ارتفاع اسعار النفط عالمياً الذي أثر بشكل واضح على كل متطلبات الحياة في الاردن.
المشاكل التي نعاني منها الان سببها التاجر والحكومات، الحكومة رفعت الأسعار لأن العالم كله تأثر بارتفاع النفط وتأثرأيضاً بالسياسات الرعناء التي مارستها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية في العراق وغيرها من الدول العربية والاسلامية وبدلاً من اتخاذ الحكومات الاردنية إجراءات وقائية واتباع سياسات من شأنها مواجهة التدهور الجاري في المملكة زادت من نفقات الدولة وزادت من جبايتها واختراع وسائل عديدة لسحب الأموال من المواطن الذي وصل الى حد ينذر بالموت والهلاك.
قلت أن الدولة بدأت عملية جباية من المواطنين لم يشهد لها التاريخ وذلك من خلال تنفيذ حزمة من الإجراءات التالية:
1- رفع قيمة المخالفات المرورية بحجة زيادة حوادث السير، وقامت بمعاقبة الصالح والطالح على الطرقات، ولم تكتفي بالمخالفات بل رفعت قيمة الغرامات وزادت الضرائب على الناس واخترعت ضريبة على الضريبة وأمور كثيرة لا يعلمها الا الله.
2- رفعت الدعم عن الأعلاف ومنعت أصحاب المواشي من المراعي أو من تخصيص مراعي تابعة للدولة وتركتهم عرضة لتجار الأعلاف والطحين يتحكمون بهم وبمواشيهم.
3- رفعت الدعم كلياً عن المحروقات وسمحت لكل تجار البلد أن يمارسوا عمليات الرفع على كل شيء دون رقابة وبهذه الطريقة تغول التجار وراحوا يفتكون بالبشر دون حسيب أو رقيب.
4- بعد أن خصصت الحكومة 13 سلعة شبه أساسية ودعمتها، استغل التاجر الأمر لصالحه إذ قام بسحب السلع المدعومة من الأسواق واستبدلها بالسلع مرتفعة الثمن حتى يجبر الناس على شراء السلع المعروضة، واذا سأل المواطن عن المواد المدعومة قالوا له: الله جبر.
ماذا يفعل المواطن اذا كان الخصم والحكم هو الحكومة نفسها، ماذا يفعل المواطن كي تنزل الحكومة من برجها العاجي وتنظر الى الناس بعين العطف والرحمة وتخفف من مصاريفها ونفقاتها بدلاً من أن تطلب من المواطن أن يموت جوعاً فداءاً لها، عجيب هذا الذي تفعله الدولة والله عجيب ... ؟!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد